in , , , , ,

وجهة نظر مُراهِقَة: كيف أتعامل مع الانفصال عن أهلي؟

لطالما كان الوداع أشبه بالكابوس في بيتنا. فبالرغم من أن والدايّ قد ربيا خمسة أبناء مستقلين ذوي رأي حازم، إلا أنني وإخوتي قد ورثنا الخوف من الانفصال والاشتياق لأي شيء خاصة عندما يتعلّق الأمر بوالدينا. من المنطقي جداً أن ينفجر ذوو الستة والسبعة أعوام بنوبة غضب عارم، ويقطبون جبينهم في غرفنا في تلك الليلة الوحيدة في السنة التي يخرجان فيها لتناول العشاء معاً. أذكر مدى الإلهاء الذي كان يحتاجه إليه أحد إخوتي الصغار لكي يتمكّن والدايّ من الخروج من الباب خلسة قبل أن يدرك أنهما قد غادرا (بارك الله جليسة الأطفال التي كان عليها أن تتعامل مع رد فعله العنيف!). أمر طبيعي بالنسبة للأطفال أن يكونوا شديدي التعلّق ومعتمدين في سن مبكرة، الأمر الذي يمكن التعامل معه من خلال السماح لهم بالبكاء أو إيجاد أمر مسلٍّ مناسب (أهلاً بقناة الأطفال على التلفاز!).

إيجاد طرق للتعامل مع المشاعر المتعلقة بالانفصال التي يواجهها الكثير منا حتى في بداية سن المراهقة أمر صعب. رأيت والدي مؤخراً بعد قضاء 14 أسبوعاً (أطول فترة حتى الآن) بدون رؤيته، وبقدر ما كانت تلك الأيام الأربعة والنصف ممتعة وعزيزة، إلا أن باقتراب نهايتها بدأ مزاجي يتعكّر. كنت أعرف أن وقتنا يكاد ينقضي وبدون تأكّدي اليقين من موعد رؤيته في المرة القادمة غرقت في دوامة اليأس. الآن طبعاً لا يمكنني أن أتصرّف مثل أمل ذات الأعوام الستة، فأختبئ تحت أغطية السرير هرباً من العالم. لكنني احتجت إلى طريقة للتكيّف للتعامل مع مشاعري. لذا، في طريق العودة إلى البيت وعلى مدى أيام عديدة لاحقة كان النوم والوجبات الخفيفة تستهلك أغلب وقتي. إلا أنني سريعاً ما وجدت أن هذا كان عديم الجدوى. فما يزال مزاجي سيئاً وتوتري في تصاعد. لذا حاولت أن أشغل نفسي كبديل ليس إلى درجة الإجهاد، لكن لدرجة لا أجد معها وقتاً للجلوس والتخبط في مشاعري. بدأت بتنظيم الأشياء في حجرة نومي وبالتخطيط لرحلة مع مجموعة الشبيبة. وجدت أن إنتاجيتي ساعدتني في تحويل تفكيري عن قنوطي وشعوري بالزيف نتيجة لبعدي عن والدي. كما ساعدتني على تحويل طاقتي وتركزي بطريقة فعالة ومجزية. لا زلت أشتاق لأبي بالطبع وقد تحدّثت معه في عدة مناسبات على مدى الأسابيع التالية لكنني تدبرت أمر سحب نفسي من تلك المشاعر الأساسية السلبية بعد فراقنا.

ربما تعرف شاباً يغادر إلى الجامعة؟ أو طفلاً يسافر أبواه كثيراً؟ أو يعملون لساعات طويلة؟ بالرغم من أنهم لا يظهرون أية علامات لصراع محتمل أو ضغوط متعلقة بالانفصال إلا أن بإمكانك دائماً تأدية دورك بالإصغاء لهم وتشجعيهم على النشاط واستغلال الفرص والتعامل مع الناس من حولهم لمساعدتهم على الابتعاد عن مصيدة المشاعر السلبية.

What do you think?

Written by amal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

خمس طرق تساعد على نوم طفلك

خمس طرق تساعد على نوم طفلك

فطور: سموثي الفراولة