في فترة ما من حياتي كنت أستمتع بحضور الأفلام العربية ومنها بعض الأفلام القديمة، وما زلت أتذكّر النفس العميق الذي كنت آخذه مع نهاية الفيلم عندما يجتمع “فلان” و”فلانة” في عش الزوجية، وتأتي النهاية. خاتمة سعيدة ومريحة للفيلم. لم يكن فيلمًأ واحدًا حضرته بل عدّة أفلام كانت لها مثل هذه النهاية. حضرت الكثير من الاعراس ورأيت فرحة العروسين والرومانسية والسعادة الغامرة في تلك الليلة، ولاحظت نظرات العريس لعروسه ونظرات العروس لعريسها.
أعرف الكثير من الأزواج والزوجات وتعرّفت على الكثير منهم. استمتعت ورأيت مدى التفاهم والانسجام الذي بينهما وتعرّفت على طريقتهم في تخطي الكثير من المشاكل والعقبات وتحقيق العديد من الأحلام والطموحات. كانت حياتهم مثل خاتمة تلك الأفلام التي حضرتها قديمًا، وحياتهما كتلك الليلة التي جمعتهما معًا زوجين مدى العمر. وما يجعل للموضوع نكهته الخاصة تلك العبارات المنمّقة التي يقولها كل منهما على وسائل التواصل الاجتماعية. ترى صورة رائعة للزواج المثالي، ومثال رائع للزوجين المتناغمين، وتظن أنها السعادة الزوجية الحقيقية.
وما عرفته الآن وبعد عدّة سنوات من الزواج أن الزواج ليس كتلك الأفلام التي كنت أحضرها، ولا كمثل الأزواج والزوجات الذين أعرفهم. الزواج رحلة ورحلة مميّزة. رحلة كل زوجين مختلفة عن رحلة غيرهما. ولكن يبقى الخيار لهما في كيف يسيران هذه الرحلة.
هناك أزواج اختاروا أن يسير كل منهما رحلته الخاصة، يشعر الواحد أن الآخر يقتحم خصوصيته ويعكّر صفو حياته. يحلم ويعمل ويعيش كما يريد بمعزل عن الآخر. وهناك من اختاروا أن يسيرا معًا ولكنهما منفصلان عاطفيًا. وهناك من سارا الرحلة معًا، يرى الواحد الآخر وسيلة لسعادته وراحته.
أما من سارا الرحلة عالمين أنهما بدآ رحلة لا مجال للتراجع فيها، ولذا عليهما أن يعملا بجدّ لتكون رحلة ممتعة ومثمرة. أردت تلخيص أهم الأمور التي تحتاجها في الرحلة، وهي ثلاثة تبدأ بالتاء.
-
تواصل بوجود لغة مشتركة بين الزوجين واستثمار الوقت فيها.
-
توقعات واقعية أو بدون توقعات.
-
تأقلم وتعايش مع الأمور التي لا تتغيّر.
فلنأتِ إلى علاقتنا الزوجية بدون توقعات وبقبول غير مشروط للآخر، ولنجاهد من أجل تواصل قلبي صحيح سائرين معًا في رحلتنا الفريدة المميّزة، ولا نقارن رحلتنا مع رحلة آخرين غيرنا. عالمين أن الخيار متروك لنا أن نسير تلك الرحلة، رحلة السعادة الزوجية.
GIPHY App Key not set. Please check settings