“أسرعي! سوف نتأخر! لماذا لم ترتدي ثيابك بعد؟”
“ماما! اتركيني وشأني، ليس لدي شيء ارتديه”
“لا شيء ترتديه؟ ماذا تقصدين؟ هل اختفت الملابس التي تملأ خزانتك بطريقة سحرية؟”
***
“ليس لدي شيء ارتديه” تعني أنه لا يمكنني أن أرى شيئاً ملفتاً. تعني أن كل ملابسي سواء التي تم شراؤها بالأمس أو قبل خمس سنوات تبدو مملة. تعني لأن جميع مَن على الانستغرام يلبسون ذلك الجينز فأنا أحتاج إليه أيضاً.
“ليس لدي شيء ارتديه” تعني أنني مدركة لنفسي. أحتاج ملابس جديدة وحديثة لرفع ثقتي بحيث أشعر بالراحة حيثما كنا ذاهبين. تعني أنني نسيت الشعور الذي انتابني عندما ارتديت ذلك القميص لأول مرة بعدما اشتريته، ونسيت أن الناس لن يلاحظوا أنني ارتديته عشر مرات.
“ليس لدي شيء ارتديه” تعني أن ربما هناك مائة شيء يزعجونني الآن لكنني أجعل الأمر يكون متعلقاً بالملابس. يعني أنني ربما لا تعجبني تسريحة شعري اليوم لذا فإن أي شيء أجربه لن يبدو جيداً.
نادراً ما تعني “ليس لدي شيء ارتديه” ما يعتقد البالغون أنه يعني. فنحن، المراهقون، غالباً ما نعكس توترنا وقلقنا الناتجين عن أمور لا يمكننا السيطرة عليها على أمور يمكننا السيطرة عليها. إن كنت متضايقة من المدرسة فإن الفرص بأن أعود إلى البيت فأبحث عن شيء للتنفيس عن ذلك، الأمر الذي قد ينتهي بي بالصراخ لأن أخي ترك مقعد الحمام مرفوعاً أو لأن الحليب قد فرغ من الثلاجة. لو حاول الآباء تمييز الأوقات التي يعبر فيها المراهقون عن مخاوفهم بسبب شيء ما بصدق عن الأوقات التي يعكسون فيها مشاكل أخرى أكثر جدية، فإن ذلك سيصنع فرقاً كبيراً.
رائعون جدا جدا جدا😘😘