ذهبت منذ فترة إلى صديقتي لأهنئها بقدوم طفلها الجديد، وهو ثاني أبنائها. من خلال زيارتي بدأت تخبرني عن الفرق بين طفليها في الطباع وفي عاداتهما منذ لحظة ولادتهما.
وكم كانت متخيّلة أن تعاملها مع الطفل الثاني سيكون أسهل بالنسبة لها، لأنها أخذت خبرة في تعاملها مع الأول، وعرفت الأسس التي ستربّي عليها.
لكن مع قدوم الطفل الجديد اكتشفت أنه لا يشبه الأول في أغلب الطباع، وأن ما كانت تتصرّف به في السابق لم ينفع الآن.
فأخبرتها أنا كذلك أني عندما قرّرت أن أعمل لأول مرة في روضة، ذهبت وأحضرت كتبًا تتحدّث عن نظريات في التربية، وكيف نتعامل مع الأطفال، لكن عندما دخلت مجال العمل وبدأت أتعامل مع الأطفال اكتشفت أن لكل طفل طبعه، ولم تنجح نظرية محدّدة في التعامل معهم.
حتى عندما أنجبت طفلتي اكتشفت أني أعاملها بطريقة غريبة كليًا عن كل ما كنت أتصوّره، ولم أستطع تطبيق هذه النظريات بحذافيرها كما كنت أتوقّع.
فتأكّدت من القول الذي يقول “قبل أن أصبح أبًا كان لدي عشر نظريات عن التربية ولم يكن عندي أطفال، أما الآن فعندي عشرة أطفال ولست أملك ولا نظرية للتربية”.
مما يؤكد أننا مهما قرأنا وبحثنا واستفدنا من كل ما نقرأ، يظل لكل طفل فرادته وميزته والطريقة الخاصة في التعامل معه.
GIPHY App Key not set. Please check settings