في جلستنا العائلية الحميمة كنت أقسم الكيك لقطع متساوية وأوزّعها على أبنائي، فجأة صرخ ابني الأوسط وبلا مقدّمات “دائمًا تفضّلين إخوتي عليّ، فقد قدّمتِ لهم الكيك قبلي وناولتهم أكبر قطعة والتي فوقها كمية أكثر من الشوكولا. أنتِ تحبّيهم أكثر مني فالكبير مدلّل فهو البكر، والصغير آخر العنقود، أما أنا فلا تحبيني مثلهم”. وبغير وعي وجدت نفسي أدافع عن موقفي محاولة إقناعه عكس هذه الفكرة، لكنه بقي غاضباً ورفض أكل قطعة الحلوى، وذهب إلى غرفته يبكي.

سلوكه هذا إشارة لشيء بداخله، غضبه و بكاؤه تركا أثراً كبيراً لديّ، لأني أرى أنني أحبّ أبنائي بنفس الدرجة ولا أميّز بينهم في المعاملة. لكن من الواضح أن هناك أخطاء لم أنتبه لها، فانأ لم أعزّز المحبة الأخوية بينهم، وظننت أنها تنشأ فطرياً مع الطفل. اقرأ أيضا طفلي يغار

قمت بخطوة جديدة وهي تخصيص وقت خاص لكل طفل لكي أتواصل معه. وفي هذا الوقت كنّا إما نذهب في نزهه أو للسوق لشراء بعض أغراض المنزل، أو كنّا نجلس معًا في المنزل ونحتسي الشاي ونشاهد التلفاز وغالبًا (توم وجيري) لأن طفلي يحبّه كثيراً، وخصّصت وقتاً آخر لنجتمع معًا كعائلة وغالبًا كان هذا الوقت إما في يوم العطلة أو في المساء.

كنت حريصة  جدًا أن تكون قوانين المنزل واحدة وتطبّق على الجميع، وأن يعرف كل واحد من أطفالي  كم أحبّه، وأننا كلّنا نشكّل عائلة واحدة ولكل واحد مكانته وأهمية ودوره في هذه العائلة، ولا أحد يأخذ مكان الآخر فكل فرد مميّز وصاحب شخصية فريدة عن غيره. هذا الموضوع كنت أعزّزه بشكل يومي من خلال القصص التي أرويها لهم أو من خلال نقاشاتنا اليومية والتي يتكلّم كل واحد منّا فيها عن الأحداث التي جرت معه.

فالطفل هو كتلة مشاعر وأحاسيس، إذا جُرحت في الصغر ستؤثّر عليه كثيراً في الكبر، وربما ستدمّره إن لم ننتبه لها.

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

الأغذية الممنوعة في الحمل

الأغذية الممنوعة في الحمل

كيف أطور مهارة الدراسة الفاعلة عند ابني؟

كيف أطور مهارة الدراسة الفاعلة عند ابني؟