الكثير من الأهل ينتابهم شعور الخوف عند ذهاب أطفالهم إلى المدارس ولا يزول إلا عند عودتهم إلى المنزل، وأنا واحدة منهم. لأنه للأسف في مجتمعنا العربي يتواجد نسبة كبيرة من الأطفال الذين لديهم شعور عدواني تجاه الآخرين وخاصة في المدرسة مع زملائهم ومدرّسيهم.

قد يبدأ الطفل بالتعامل مع غيره بالإيذاء والعنف الشديد نتيجة المواقف التي يتعرّض لها مثل الضرب بعنف أو الإيذاء الجسدي أو حتى على المستوى اللفظي من خلال توجيه الكلمات والعبارات البذيئة لأسباب ليست ذو قيمة مثلاً عدم اعتراف الطفل بالخطأ الذي ارتكبه.

من أهم أساب العنف المدرسي عند الأطفال:

المعاملة القاسية من المعلّمين

تم تصنيف هذا السبب أنه السبب الأكثر تأثيرًا، لأنه من أكثر العوامل التي تجعل سلوك الطفل عنيفًا بسبب ما يتلّقاه الطالب من معاملة قاسية وصعبة من المعلّمين الذين يستخدمون أنواعًا عديدة من العقاب مثل الضرب أمام الزملاء والتوبيخ بالكلام والإحراج وتوجيه الاستهزاء والسخرية بمجرد ارتكاب خطأ بسيط. كذلك أسلوب التفرقة بين الطلاب والتهميش والتجاهل، كما أن أسلوب التهديد والتوعيد لعقاب الطالب سيشعره باليأس والفشل في دراسته. كل هذه الأمور أو حتى لو كان واحد منها فقط سيؤدي أن الطالب سيحمل مشاعر سيئة وكرهًا شديدًا لهذا المعلّم الذي يتعامل معه بهذا الأسلوب مما يجعل الطالب غير قادر على ردّها للمعلم، فيمارس العنف على زملائه انتقامًا لمشاعره. اقرأ ايضا ابني يخاف من الذهاب إلى المدرسة

عدم شعور الطفل بالأمان

فقدان الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس في البيت بين أهله هو من أشهر العوامل المؤدّية إلى العنف، والتعامل بأسلوب عدواني مع الزملاء في المدرسة. يحدث ذلك بسبب عدم شعوره بالأمان وانعدام الثقة التي تسبّب الشعور بالغيرة من الزملاء في المدرسة وخاصة الطلاب الناجحين والمميّزين من ناحية الدراسة. عندها يشعر الطالب بعدم حبّه للمدرسة، ولا يفضّل حتى التواجد فيها ويبدأ باستخدام أساليب عنيفة مع زملائه مثل الضرب والتعدّي عليهم باليد أو بالقدم، وقد يتجّه لأسلوب التخطيط لمؤامرات والتهديد كذلك.

اما بالنسبة لطرق علاج العنف المدرسي على الأطفال فهي تتلخّص في نقطتين مهمتين:

نشر التوعية والثقافة في المدرسة وذلك باتفاق بين المدرسة والأهل لأنهم معًا يلعبون دورًا كبيرًا في علاج ظاهرة العنف، وكذلك توعية الأطفال على أهمية التسامح مع الآخرين، وذلك من خلال القيام ببعض الندوات الثقافية داخل المدرسة للطلاب بوجود المختصين للحديث عنها.

 المساواة بين الطلاب وعدم التمييز بينهم مهما كان المستوى التحصيلي لديهم مختلفًا، لأنهم في النهاية أطفال ويحتاجون كل الدعم ممن حولهم، ولا مانع من معاقبة الطفل على أخطائه ولكن ضمن المعقول، والابتعاد كل البعد عن اسلوب الضرب في العقاب.

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

طفل متقلّب المزاج

نصائح للتعامل مع طفل متقلّب المزاج

القمل

ابني مصاب بالقمل……ماذا أفعل؟؟