لا تقومي بهذا فأنتِ فتاة…

لا تشتري ثوبًا أزرق، اشترِ الثوب الوردي…. لأنكِ فتاة!

اخفضي صوتك عند الكلام… انتِ فتاة!

البسي فستانًا…. أنتِ فتاة!

اجلسي بأدب…. أنتِ فتاة!

لا تلعبي بالكرة… أنتِ فتاة!

ممنوع اللعب بالشارع.. لأنكِ فتاة!

لا تجلسي بهذه الطريقة… أنتِ فتاة!

للأسف هذه الجمل أكرّرها دومًا لطفلتي، دون أن أعرف لماذا!!!! فهي من موروثنا الثقافي التي اعتدنا سماعها، لكن هل تفهم صغيرتي ما معنى أن تكون فتاة؟! أو لماذا عليها تنفيذ هذه الأوامر فقط لأنها فتاة؟!

تفاجأت بها عندما سألتني، لماذا يلعب أخوتي بالكرة في الشارع، ويصرخون بأعلى صوتهم ويرتدون ما يحلو لهم من الملابس والألوان، أما أنا فلا يمكنني ذلك، هل أنا شخص مختلف عنهم؟! هل خلق الله الصبي ليفعل ما يشاء، أما الفتاة فلا يجب أن تفعل ذلك؟! أنا أكره أني فتاة فأنا لا أستطيع فعل شيء!!! فعلمت عندها أني متأثّرة بهذا المجتمع والعادات دون أن أنتبه.

وبعد هذا السؤال قرّرت أن أغيّر معاملتي معها بحيث لا أقيّد حرّيتها بالمقارنات، وأتركها تعيش طفولتها البريئة بحرية. غيّرت طريقة كلامي معها فتركت لها حرية اختيار اللون الذي تريد سواء كان الأزرق أو غيره، وسمحت لها باللعب في الشارع مع أخوتها، وعندما كانت تتكلّم بصوت مرتفع بدأت أطلب منها أن تخفض صوتها بحيث أقول لها “من الأفضل أن نخفض صوتنا عند الكلام، لأن هذا الأفضل والأكثر تهذيباً، ولأن الصوت المرتفع يزعج من حولنا، وهذا الكلام كنت أقوله لأخوتها كذلك…  تركت لها فرصة للتعبير عن نفسها في حدود معينة لا في كبتها بل في ضبطها، فوجدت أنني عندما احترمت خياراتها وتركت لها حرية التصرّف في اختيار ثيابها وألعابها وأصدقائها، كنت أبني شخصيتها لتصبح قادرة على تحمّل المسؤولية واتخاذ قرارات كبيرة في المستقبل.

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أول عيد ميلاد

أول عيد ميلاد

شوربة القرع الأحمر

شوربة القرع الأحمر