خطّطت للذهاب لزيارة أخي ووالدتي في كاليفورنيا، وحجزت تذكرة الطائرة لمطار سان فرانسيسكو. كان ابني وزوجتي يعلمان بموضوع السفر هذا، لكن ابني كان يعلم بأمر آخر مرتبط بموضوع السفر وشاركني إياه عندما كنا نتناول معاً مائدة الإفطار. على تلك المائدة أخبرني أنه خائف، فصرخت بوجهه صرخةً فاقت كل التوقعات بالمحتوى والأسلوب: “ليش خايف، أمك معك في المنزل ولا يوجد سبب يدعوك للخوف!” فقال لي: “يا بابا أنا خائف عليك، فأنت ذاهب لمدينة قريبة جداً من النيران المشتعلة في غابات كاليفورنيا.”

حينها عرفت كم كنت على خطأ، وكم كنت متسرعاً في الجواب، كان ينبغي أن أكون أكثر فطنةً وذكاءً، فقد كنا أنا وإياه نتابع موضوع الحرائق المشتعلة عبر الإنترنت لنعرف حالها ومدى قربها من المدينة التي يسكنها أخي. لكني على مائدة الإفطار تلك اشتعلت غضباً عندما أسأت فهم ابني الذي ظننت أنه خائف على نفسه بينما بالحقيقة كان خائفاً على أبيه.

لم يأخذ ابني الوقت الطويل ليسامحني، فقلبه جداً في غاية الرقة واللطف، لكني تعلّمت أن آخذ وقتاً أطول في الاستماع له دون إصدار الأحكام عليه. أما بالنسبة لرحلتي لكاليفورنيا فقد عدت منها قبل عدة أيام وأشكر الله أنني لما وصلتها كانت كل الحرائق فيها قد تم إخمادها. أكثر الفرحين بعودتي كانا زوجتي وابني كريم الذي كان خائفاً عليّ: “الحمد لله على سلامتك يا بابا.”

What do you think?

Written by Jamal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

فطور الشوفان

الحلو للحلو: فطور الشوفان مع زبدة الفول السوداني والشوكولاتة

تعليم الطفل الامتنان من خلال هذه اللعبة الممتعة

تعليم الطفل الامتنان من خلال هذه اللعبة الممتعة