امتلأت غرفة طفلي بالألعاب لكنه لا يزال يتجوّل في المنزل ضجراً يشكو قائلًا: “ليس هناك ما أفعله”، في حين أن غرفته تبدو كنسخة مصغّرة من متجر لعب الأطفال، كما أن لدينا عددأ لا حصر له من المعدّات الفنية وفناء خلفي كبير، ويحتوى مرآب المنزل على كافة أنواع وسائل التسلية التي تتحرّك على عجلات. كيف يمكنه أن يشعر بالملل!؟ وماذا عليّ أن افعل في هذه الحال!؟
أتذكّر جيداً عندما كنّا أطفالا صغاراً، لم نكن نشعر بالملل، لأننا تعلّمنا كيف نستخدم طاقتنا الإبداعية فى شغل أوقاتنا. لذا لم يكن مطلوباً من آبائنا أو أمهاتنا أن يقوموا بتسليتنا، لقد كانوا فقط يقودوننا للخارج، ويقولون لنا: “اذهب وابحث عن شيء تفعله” …… لكن حبّنا لأطفالنا وشعورنا بالمسؤولية اتجاههم يدفعنا في كثير من الأحيان للقيام بتصرّفات معينة واتخاذ قرارات خاطئة تؤذيهم بشكل غير مباشر وتعلّمهم الاعتماد علينا. كما أن رغبتنا بأن نبني أشخاصًا متميّزين يجعلنا ننظّم أوقات فراغهم، ونعطيهم الحلول الجاهزة ليملأوا وقتهم، لكن بالنتيجة هذا لن يُعلَّم الأطفال فعل أي شيء بأنفسهم. فقدرة الطفل على الإبداع والاكتشاف والاعتماد على خياله لا يمكن أن تخرج إلا من خلال الشعور بالفراغ والملل.
لذلك تركت لهم حرّية تحديد جدول الأنشطة الصيفية التي يمكنهم القيام بها مثل النادي والسباحة والرسم والرقص وغيرها من النشاطات الأخرى، حتى يعتادوا الاعتماد على أنفسهم بتنظيم أمورهم، مع مساعدتهم ببعض الأفكار والأنشطة دون تأمين الحلول الجاهزة لهم…….. لكن فترة الضجر والملل لا تزال موجودة عندهم، لأن هذه الأنشطة الدائمة لا تمنعهم من الشعور بالملل.
ومع مرور الوقت وجدت علاقة بين الملل والإبداع، لأنهم كانوا يكتشفون مواهبهم ويخترعون العابًا ليتسلّوا بها، كما أنه زوّدهم بهدوء داخلي ليكتشفوا الأشياء من حولهم ويستمتعوا بها، فالطفل عندما يجد بأن ليس لديه ما يفعله سوف يلجأ إلى عالمه الخيالي، مستنجدًا به ومبتكرًا وسائل جديدة تسلّيه وتبعد عنه الملل، فهم بحاجة ليعيشوا ضجرهم ليصبحوا هادئين بما فيه الكفاية حتى يصغوا لأنفسهم ويكتشفوا عالمهم الداخلي.
لا شيء يولد مع الانسان عن عبث فكل المشاعر تتفاعل بداخله ليكتشف افكارا تأخذه الى الابتكار وايجاد ما يمتعه وبالتالي يحقق شخصيته ويشعر بكيانه وتفوقه مما يعطيه دفعا للابداع والانفتاح والتفوق هذا ان شجعناه وحررناه من قيودنا الناتجة عن تملكنا له
اولادكم ليسوا لكم اولادكم ابناء الحياة
مواضيع رائعة سلمت يمناك لارا حداد
شكر علا النصيحة
وايد استمتعت وانه اطالع الفيديو