“لا تؤجل”، كانت تلك الفكرة التي شغلتني خلال الفترة الماضية. لا أدري ما سببها، هل بسبب أحداث مفاجئة رأيتها وسمعت عنها! أم هي حالة من التفكير العميق الناتج عن جلسة مع النفس! كان ذلك الشعار الذي حملته عاليًا داخل أفكاري “لا تؤجل” متعلّق لا بتأجيل العمل أو المهام، فأنا بارعة في عدم التأجيل، ولكن بعدم تأجيل التعبير عن الشكر والامتنان. أعلم أن للشكر تأثير سحري في النفس.
هذا ما فعلته، أمسكت هاتفي المحمول وأرسلت بعض الرسائل لأصدقاء قدامى أشكرهم على مواقف معيّنة كانوا فيها سبب دعم وتشجيع لي. رأيت رد الفعل السحري. كنت أشجّع نفسي وأقول: لا تؤجلي! وكانت تدور في مخيلتي بعض المناسبات التي حضرتها في الآونة الأخيرة، حيث كنت أرى الناس وهم يقدّمون الخطابات الطويلة، ويعرضون مقاطع الفيديو القصيرة الجياشة بمشاعر الشكر والامتنان. كنت أنفعل وأتفاعل مع ما يُقال، ولكنني كنت أحزن لأن المخاطَب عاجز عن سماع كل كلمات الشكر هذه، فمشاعر الناس قد تأججت بالشكر فقط بعد أن فارق الحياة، وها هم يشاركون ما في قلوبهم يوم وفاته. لا أريد أن أضفي نبرة حزينة على مدونتي هذه، ولكنني أودّ أن أحفّز نفسي وأحفّزك عزيزي وعزيزتي بأن لا تؤجل أن تنطق بتلك الجواهر وتطلق مشاعر الشكر.
وما حفّزني أكثر مقطع الفيديو #رجالة سند. قلت لنفسي لن أقول كلمات ولكنني سأكتبها وأدعها تنتشر في رواق العالم الإلكتروني الواسع الشاسع، وسأجعل كلمات قلبي تخترق قلوبكم لتنطقوا وتقولوا ولا تؤجلوا. لنخرج من القوقعة ولنهمس في قلوب من كان سندًا لنا.
نعم إنه سندي. فمنذ أن بدأت حياتي معه، وحياتنا معًا، شعرت أنه يؤمن بي أكثر مما أؤمن بنفسي. كان يرى أنني أستطيع في الوقت الذي كنت أرى أنه لا يمكنني عمل ذلك. كان يدفعني ويشجعني. كان يعلم أن سري هو في كلماتي فكان يدفعني لأكتب، بل ويجلس معي جلسات القهوة التي كانت تحفّزني وتطلق أفكاري للكتابة. كان يفتخر بي وبما أعمل. كان يرفع رأسه ويرفع رأسي عندما أنحني.
كان يعلم أحلامي وكان يعمل المستحيل ليحققها، أحلامي في الكتابة، كتابة المناهج وكتابة السير الذاتية، وكتابة المدونات والخواطر. كانت أنامله الذهبية وذهنه الإلكتروني يحول ما أكتبه إلى ما يمكن أن يصل للناس. وعندما تواجهني المصاعب والتحديات وأقرر التراجع والانسحاب، كان يقف خلفي ليدفعني، وأمامي ليسير أمامي ويشجعني، وإلى جانبي ليمسك بيدي. كان يستخدم إبداعاته وأفكاره الخلاقة لحل المشاكل ومقاومة التحديات ويسير بخطى للأمام. كان يمسح الدمعة ويربت على الأكتاف.
لهذا أقول له نعم، أنت السند. أقولها وهو في رحلة سفر لمدة 3 أسابيع، وعند عودته لن أستقبله فقط ولكن كلمات هذه المدوّنة ستستقبله على شاشة هاتفه. لا بد أنه سيفرح!
وسأخبركم لاحقًا عن أول “خناقة” لنا بعد عودته من السفر. فهو سند ولكن لا تخلو الحياة من بعض النكد!
GIPHY App Key not set. Please check settings