وجدت نفسي فجأة أنتظر خارج غرفة القياس. أنتظرها بصبر لتناديني لإبداء رأيي. بالرغم من أنها تعرف ما تريد تماماً. لقد ذكرت لماذا أعجبها وإن كان علينا شراؤه أم لا حتى قبل أن أفتح الستارة التي تفصل بيننا لإلقاء نظرة على ردائها الجديد. أشعر أحياناً أنني موجود للزينة لكنني أعرف أن الأمر أعمق من ذلك.
لقد بلغت التاسعة في الشهر الماضي. وأدرك أنها تحتاجني أكثر من أي وقتٍ مضى في حياتها. لكن صراعي الشخصي يكمن في إيجاد التوازن بين الوقت الذي أمضيه في العمل والوقت الذي أقضيه مع عائلتي والوقت الذي أقضيه معها أيضاً. أشعر بمسؤوليتي كرجل لتسديد احتياجات عائلتي لكن تسديد الاحتياجات لا يقف عند توفير الدخل المالي.
تعمد استغلال اللحظة
لذا أحاول أن أنتهز الفرص المتاحة لأكون معها. بالرغم من أنني أقصر كثيراً في هذا المجال، لكنني أحاول على الأقل. عندما أكون مسافراً نرسل واحدنا للآخر صوراً شخصية مضحكة ورسائل صوتية. بل إنها عملت أغنية من موسيقى الراب في إحدى المرات. ولأنني أعرف أنها تستمتع بهذه اللحظات أحاول أن أكون منتبهاً لها ومدراً أنني أحتاج لأن أتعمّد فعلها. فمن السهل الانغماس في مشاغل الساعة والسهو عن هذه اللحظات معها.
اللحظات تبقى
لماذا أعرف أن هذه حقيقة؟ حسناً، لنها مثل كتاب مفتوح. وهي تخبرني عندما نحظى بإحدى هذه اللحظات. “أبي، هل يمكننا الذهاب للتسوق أكثر؟ فأنا أحب أن أقضي الوقت معك.” أو “أبي، هل تذكر تلك المرة التي ذهبنا فيها لحديقة الألعاب المائية معاً، فقط أنا وأنت. متى سنذهب ثانية؟”. هذه اللحظات تبقى في أعماقها أكثر من أي شيء آخر.
تكوينها
ليس من السهل إيجاد تلك الأشياء. لكنني أعرف أن ما أفعله اليوم سيبقى معها لمدة طويلة كجزء من تكوينها. فأنا سأشكّل ثقتها في نفسها، وصورتها الشخصية، كما سأهبها بوصلة داخلية تقودها في حياتها، ومع رفاقها الذكور، وصداقاتها، وقيم حياتها، وربما الأهم من كل ذلك، شعورها بالحب. ربما أيضاً يعطيها فهماً لمنظور الله لها.
أمنيتي
أشعر بمسؤولية كبيرة بالرغم من سهولتها. مجرد قضاء الوقت معها لتدرك كم هي غالية. ربما أشعر وكأنني سندٌ لها أو متفرج لهذه اللحظة بالنسبة لك، لكنه قد يكون أفضل دور قد تقوم به كأب من المنظور الأشمل.
أتمنى فقط أن أكون متواجداً مدة كافية لترك علامة تُذكَر في حياتها وقلبها.
GIPHY App Key not set. Please check settings