كثيرًا ما نأخذ الأمومة على محمل الجد، فتغدو كلماتنا حازمة ومليئة بالأوامر والتعليمات، وكثيرًا ما نقطب الحاجبين و”نكشّر” ظانين أن في هذا هيبة لمكانتنا كآباء وأمهات، ونظن أن الضحك ممنوع، فهو يقلّل الهيبة لكن الضحك مسموح .
أجمل اللحظات التي نتذكّرها هي التي نضحك فيها، نضحك إلى حد القهقهة، مواقف مضحكة حقيقة، وأخرى ليست إلى هذه الدرجة. نضحك ونعلم أن الضحك يزيل التوتر ويزيد المتعة. ويمنحنا ما نتذكّره لنضحك بسببه مجدّدًا.
في بعض الأحيان أضحك على كلمات قلتها أو تصرّفات فعلتها، أضحك على نفسي، ويضحك ابني معي. في المرة التالية قد لا نتذكّر الموقف بتفاصيله ولكننا نتذكّر كم ضحكنا.
لما كنّا أطفالاً في المدرسة، أتذكّر أننا كنا نضحك كثيرًا، نضحك ولا نعرف على ماذا نضحك! وكأننا “ندغدغ” نفوسنا لنضحك. كان الأمر بسيطًا جدًا ولا يحتاج إلى جهد. أما في أوقاتنا هذه فإنني أسمع وأقرأ عن محاولات عديدة لجعل الضحك مشروع تجاري أو مبادرة من نوع جديد، فقد سمعت عن مجموعة تجتمع فقط للضحك لإزالة التوتر. هل سيتم تطوير تطبيق جديد خاص للضحك أم هل سيكون هناك تدريبات خاصة أو دورات لتعلّم الضحك؟ ربما، لا أحد يعلم.
أعزائي الآباء والأمهات، الضحك مسموح ، فلنضحك مع أبنائنا، فهذه اللحظات من القهقهة ستبقى في ذاكرتهم وستنعشهم. فإن أردت إعطاء الدواء لابنك غير المريض بدلاً من أخيه المريض، اضحك، فالموقف مضحك بالفعل، وإن ناديت على ابنك باسم أخيك الصغير، اضحك، وإن لم تجد ما تضحك عليه، تذكّر ما فعلته سابقًا واضحك عليه.
ما زلت أتذكّر الضحكات في طفولتي عندما عدت للمنزل وقلت لأهلي أن المعلّمة قالت لنا: أنه إن فعلنا كذا وكذا سيكون لنا زيادة علامات على “الراتب”. نعم أليس الموقف مضحكًا! لم أفهم الموقف كثيرًا ولم أضحك كثيرًا كما ضحك أبي وأمي، ولكنني ما زلت أتذكّر ضحكاتهم، والآن أضحك وأنا أفهم ما كان يعني ذلك.
GIPHY App Key not set. Please check settings