كانت ليلى (اسم مستعار) البالغة من العمر سبعة عشر ربيعاً  تجلس إلى جانبي، وهي تنتف أوراق الأعشاب بيديها محاولةً كبح دموعها بينما كانت تصف لي كابوساً عاشته في الواقع. فقد تعرّضت قبل عامين للتحرّش وللاعتداء الجنسي من قِبَل مَن كانت تعتبره صديقاً. وحتى هذه اللحظة ما زالت تعيش الصدمة النفسية التي خلّفتها تلك التجربة المؤلمة. إلا أنها لم تخبر والديها مباشرة إذ منعها الخوف والخجل من مشاركة المعاناة التي مرّت فيها.

وهذا ما قالته لي: “وأخيرًا قرّرت إخبار والديّ، ولكنهما كانا غاضبين جداً، لأنني لم أخبرهما فور ًا ولكنني انتظرت لنهاية الأسبوع.”

من المعروف أن الغضب هو ردّ فعل غريزي عند شعورنا بالارتباك أو الخوف أو الإحباط أو الألم. ولا أستطيع التفكير بأي شخص أكثر عُرضة لمثل هذه المشاعر من والديّ الضحية ليلى، أو حتى ليلى نفسها.  مع أن والديّ ليلى تجاوبا نحو الإساءة التي تعرّضت لها ابنتهم من خلال طلب العدالة لابنتهما والسعي نحو تعافيها من هذه التجربة المؤلمة، إلا أنها لا تزال تذكر غضبهما عندما اكتشفا أنها أخفت الأمر عنهما.

رد الفعل الأوليّ له تأثير يدوم

المحافظة على ضبط النفس وردود الفعل الهادئة في حال التعرّض لظروف طارئة هو من أهم الأمور التي يتمّ تدريب طاقم الطيران عليها. وهذا لأنهم الأشخاص الذين يستمدّ منهم المسافرون إحساسهم بالأمان والطمأنينة، وبأن كل شيءسيكون على ما يُرام. أعلم أنه من الطبيعي والأسهل أن يكون ردّ فعلكما كأب وأم في مثل هذه الحالات هو  الشعور بالصدمة والغضب، لكن مصلحة أبنائكم تتطلّب منكم المحافظة على الهدوء وضبط النفس وردود الفعل الهادئة والسعى نحو تقديم الدعم.

شارك مع اصدقائك

[kiwi-social-bar id=”4934″]

What do you think?

Written by amal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أحمي طفلي من الإساءة الجنسية

كيف أحمي طفلي من الإساءة الجنسية

اليوم طفلتي وغداً صديقتي