أصغر أبنائنا هو ابننا وليس ابنًا لنا. فأبواه لم يكونا قادرين على الاعتناء به فضممناه إلى أسرتنا منذ أربع سنوات. نعتني به وكأنه ابنٌ لنا. لذا هو ابننا لكنه ليس بابنٍ لنا. نتعلّم منه الكثير عن احتياجات الأطفال، وواحد من هذه الاحتياجات هو الشعور بالانتماء.
بدون الخوض في غمار تفاصيل قصته يمكنكم تخيُّل أن وضعه بصمته في أعماقه. عندما يعجز الوالدان (لأي سبب كان) عن منح الحب الذي أنت بحاجة إليه فإن ذلك يترك أثراً. الناس العاديون يبدؤون بهرش المكان الذي يحكّهم. عندما تكون متأثراً داخلياً فإن ذلك سيظهر للعلن من خلال تصرّفاتك، ويمكن لذلك أن يضخّم الاحتياج الموجود عند الجميع.
الاحتياجات
أن يعبّر الأطفال عن احتياجاتهم باستخدام الكلمات أمر جيّد (المديح، الإطراء، المحبة)، لكن إضافة السلوك يجعل الكلمات لها صدى أعلى. في حالته، فإنه يستمتع عندما تعبّر عن محبتك له لكنه يستمتع بالعناق أكثر من تلك الكلمات (بالرغم من أن المزج بين الاثنين يكون الأقوى). هو مدرك لاحتياجاته بطريقة ما، حتى قبل أن يتمكّن من التعبير عنها.
الشرنقة
كان يجلس في حِجري الأسبوع الماضي أثناء مشاهدتنا للتلفاز معاً. كانت ذراعي تحيط به كالشرنقة. ولاحظت أنه كان مسترخياً جداً. هذا أمر غير اعتيادي من صبي دائم الحركة وسريع الإثارة. وهو أمر معروف بالنسبة للأطفال الذين تعرّضوا لصدمة معينة.
بعد فترة بدأت أشعر بالثقّل في ذراعي فغيّرت الوضعية التي كانت عليها. في اللحظة التي فعلت فيها ذلك أمسك بذراعي وأعادها إلى وضع الشرنقة. وكأنه كان يقول لي: أريدها هكذا! هذا هو ما أحتاجه.
احتياج عام
الشعور بالانتماء هو أحد الاحتياجات الأساسية عند الأطفال. يريدون أن ينتموا لأحد. أحدٌ يعتني بهم. بالنسبة لأطفالنا الآخرين كان ذلك جزءاً من الحزمة، أو الإجراء الطبيعي. بالرغم من أن ذلك غير ظاهر بوضوح كما في حياة ابننا إلا أن هذا الاحتياج عام عند جميع الأطفال.
التأسيس
الحاجة للانتماء ضرورية لمواجهة الحياة. عندما تشعر بأن لديك مكاناً تلتجئ إليه، تصبح قادراً على استكشاف ملء الحياة. عندما تشعر بأن لديك مكاناً تنتمي إليه، فإنه سيصبح أساساً، وستكون أقل تشكيكاً إزاء هويتك.
GIPHY App Key not set. Please check settings