in , ,

رسالة إلى والدايّ بعد مغادرتي للبيت

انتقلت من منزل والدايّ في الشرق الأوسط منذ تسعة أشهر عندما غادرت إلى أوروبا للعيش في بيت جدي أثناء دراستي هناك. أتأمّل من خلال هذه الرسالة بالدروس التي تعلّمتها والقيم التي اكتسبتها من حياتي الأسريّة.

رسالة إلى والدايّ بعد مغادرتي للبيت

إلى أهم اثنين في حياتي،

في البداية أقول شكراً؛ شكراً لتشجيعي للخروج من منطقة راحتي ولمنحي المساحة لنشر جناحاي. شكراً للعديد من الدروس الثمينة التي علّمتاها لي، من أهمية الاهتمام بالمواعيد إلى قوّة التعاطف، أدركت الآن تماماً كم كنت متميّزة بأن تكون تنشئتي على يدكما.

لم أشعر قطّ أنني مستعدة لمغادرة البيت. وربما غادرت في أسوأ مرحلة من حياتي: في سن السادسة عشرة وسريعة التأثر وغير واثقة. خلال الأشهر التسعة الماضية اكتسبت الكثير من المعرفة. تعلّمت أن أسرع طريق لتكوين الصداقات هي بأن أكون مستمعة جيّدة، وبأن ارتداء معطف كبير – مهما كان مظهرك غير أنيق- ضروري أحياناً لمنع تعرّضك للسعة البرد. لكن الأهم هو أنني تعلّمت بأنكما كنتما على حق. كنتما محقّين بأن تناول الحلويات قبل النوم ليس بالفكرة الجيّدة، وبأن اللطف والكياسة هما أعظم ما يملكهما إنسان، وبأنه ستكون هناك فرص للاختيار بين يسوع والعالم وبأن يسوع هو دائماً الخيار الأفضل.

 اقرأ أيضاً يد من على أولادنا؟

أمي، كما نصحتيني: منذ سنتين كنت بالكاد أتمكّن من مغادرة السرير في الصباح لكن الآن، وطوال الشهور التسعة، نجحت في الوصول إلى كل فصل وموعد واجتماع وعمل. بالرغم من أنني استخدمت كل ذرّة من القوة والشجاعة لفعل ذلك، إلا أنني لم أكن يوماً أكثر وعياً لحقيقة أن كل شيء أفعله إنما أفعله بنعمة من الله. وشكراً لكل صلواتك المكرّسة ودعمك المستمر وتشجيعك. الاعتماد على نعمة الله ما هو إلا درس لن أنساه مما علّمتِني إياه. وأريد أن أشكرك على كل الساعات الطويلة التي كنتِ متواجدة فيها من أجلي كلما فتحت قلبي وسكبته على مسامعك في مكالمة هاتفية.

أبي، إيمانك الثابت فيّ يعني لي أكثر مما يمكنك أن تعيه. في الوقت الذي لم أملك فيه أي ثقة أو توكيد في حياتي قمتَ بتعويضه خمسة أضعاف. تعلّمت منك أن أسمح للآخرين بتقديم المساعدة لي وأن أعتمد على إدراكي أن هناك أشخاص يحبونني ويؤمنون بي حتى عندما لا أكون قادرة على حب نفسي أو الثقة بنفسي. هذه عطية أثمنّها.

وأخيراً، لكما معاً، أنتما أعظم والدين وصديقين وداعمَين يمكنني أن أتمنى وجودهما في حياتي. أنا فخورة دائماً بأن أكون ابنتكما. مغادرة البيت كانت أفضل وأصعب شيء اضطررت للقيام به. وبالرغم من أنني أعرف أن هناك الكثير من الدروس الأخرى التي يجب أن أتعلمها في مسيرة حياتي بمفردي، إلا أنني لا يمكنني الانتظار للعودة للعيش معكما مرة أخرى. أحبكما.

What do you think?

Written by amal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

معقول نسيها

نوبات الغضب عند طفل

كيف أسيطر على نوبات الغضب عند طفل في عمر السنتين