قد يبدو السؤال الاستنكاري “هل تضعين مستحضرات التجميل؟” مسلّياً نوعاً ما. فأنظر أنا، الطفلة ذات الاثني عشر عاماً، بإمعان في وجه صديقة العائلة أو المعلّمة أو الزائرة (بحسب مَن كانت حاضرة في هذه المرة)، وأجيب “آه، نعم، .. القليل فقط” محاولة بجهد يائس أن أحوّل مجرى الحديث بعيداً عن الكحل الذي رسمته حول عيني، أو أنظر بعيداً راجية أن تكون أمي بحاجة إليّ لأداء مهمة ضرورية في مكان بعيد، بعيد جداً. لم أعِ ما كانت مشكلة أولئك البالغين. نعم، يبدو جلياً أنني أضع مستحضرات التجميل بحسب اعتقادي. فأنا لم أولد بجفنين مذهّبتين كما تعلمون… كما أن والدايّ لا يمانعان، إذاً لماذا تسألونني وكأنني قد خالفت إحدى القواعد؟
ازداد ضيقي مرة تلو المرة. في بعض الأحيان كان هذا كل ما تحدّثنا عنه صديقاتي وأنا. في السن التي كان يسمح لنا والدانا فيها بتجربة كميات غير مؤذية من أحمر الخدود أو محدّد الرموش، فلماذا كان هؤلاء البالغون يضخّمون الأمر؟ لم يكن الأمر من شأنهم! لقد سُمِح لنا، أخيراً، أن نشعر مثل البالغين وبالرغم من ذلك تتم معاملتنا كمن هن في سن الخامسة اللواتي تسلّلن إلى غرفة والدتهن وجرّبت استخدام أحمر الشفاه الخاص بها. كان الأمر مهيناً.
بعد أربع أو خمس سنوات، كنت أقف خارج غرفة صف أخي الصغير بانتظار مرافقته عندما رأيت واحدة من بنات صفه تظهر بجفنين لامعتين باللون الفضي المشع ورموش محدّدة بالأسود تحت هدب عينيها الأشقر. تفاجأت بصراحة وغادرت مرتبكة بسبب المظهر الغريب لهذه الطفلة الصغيرة وهي تضع مساحيق التجميل. بعد ذلك بقليل، رأيت ومضة من الماضي وتذكّرت تلك النظرات غير الموافِقة أو المرتبكة التي واجهتها عندما كنت بعمرها، ربما أكبر بقليل. كلّي يقين بأن كحل عيني بدا زائداً في بعض الأيام، خاصة مقارنة بوالدتي التي لا تستخدم سوى القليل من مستحضرات التجميل. لذا، أصبح لدي الآن وجهة نظر نوعاً ما واستفادة من الإدراك المتأخر.
لذا، كيف يمكن للبالغين أن يكونوا مشيرين مفيدين للفتيات الصغيرات بدون التأثير السلبي على ثقتهن بأنفسهن؟
إليكم بعض الأفكار المفيدة:
- احترام قرارات والديها: إن منعها والداها من وضع مستحضرات التجميل قبل السابعة عشرة فليكن الأمر كذلك. إن سمحا لها بالبدء بتجربة المستحضرات والتدرّب على استخدامها منذ سن الحادية عشرة وكان لديك بعض المخاوف فعليك بمناقشتها مع الوالدين وليس الابنة.
- لا تسخر: نعم، لربما بالغت ابنة اختك أو أخيك بوضع أحمر الخدود، لكن إن كانت سعيدة وواثقة فدعها وشأنها. إنها ليست نهاية العالم.
- قدّم يد المساعدة: لاحظ تبرّج الفتاة الصغيرة بأسلوب طبيعي وقدّم استعدادك بتقديم بعض الأفكار والأساليب المفيدة. فهذا سيعزز ثقة الطفلة ويضمن حصولها على معرفة أفضل لأساليب وضع مستحضرات التجميل باعتدال بشكل يظهر جمالها الطبيعي.
هل وفّر لك هذا المقال منظورًا جديدًا لموضوع استخدام الفتيات الصغيرات لمستحضرات التجميل؟ هل لديك أية أفكار مفيدة؟ شاركنا بها من خلال التعليقات.
GIPHY App Key not set. Please check settings