عائداً إلى البيت عصراً، وبينما كنت أدير مفتاح الباب وصلتني أصوات ضحك عالٍ وحوارات صاخبة من الداخل. تذكّرت أنهن صديقات ابنتي في المدرسة، كانت قد أعلمتني بحضورهن في هذا اليوم. دخلت البيت وحييتهم، فساد جوٌ من الصمت والابتسامات الخجولة، ذهبت بعدها إلى غرفتي ليتابعن ما كنّ يفعلنه دون حرج.
في وقت العشاء ونحن جالسون حول المائدة بادرتُ ابنتي بالسؤال عن موضوع الحوار الصاخب الذي كان يدور بينهن، فقالت بحماس: “إننا بصدد تحضير ودراسة لمشروع طلبته منا المعلّمة بخصوص الدعم النفسي للشباب للرقي بمستوى تفكيرهم ومساعدتهم في تحديد هدف المستقبل.” حسناً قلت. وبماذا خرجتم من أفكار؟ ضحكت وقالت: “لا شيء. كنا نفكّر عن ماذا نكتب؟ عن النجاح أم عن الفشل؟ كيف يبدأ الإنسان حياته العملية؟ وبأي طريقة سيواجه المجتمع؟ ولم نستقر بعد على رأي. عندها بادرتني هي بالسؤال: “وأنتَ يا والدي العزيز ما رأيك؟ من أين علينا أن نبدأ؟ قلتُ ببساطة: “على كل إنسان أن يبحث عن قدوةٍ أو مثلٍ أعلى يكون له مرشداً في بداية الطريق ومن ثم تتكشّف له الطرق، كلٍ بحسب إمكانياته ومواهبه، فابحثي عن القدوة.” شكرتني وقامت مسرعة عن المائدة إلى الهاتف لتحادث صديقاتها عن الفكرة التي أوصلتها لها.
بعد مضي بضعة أيام، وأنا جالس أمام التلفاز، وإذ بابنتي تدخل الغرفة وبيدها ورقة المشروع، قالت اُنظر هذا ما توصّلنا إليه أنا وصديقاتي. أخذت الورقة من يدها وقرأت العنوان: “عظماء التاريخ يُلهمون الشباب” تحت العنوان جاءت شهادات ومقولات لبعض كبار المشاهير والناجحين وكانت مقسّمة إلى أبواب.
تَحتَ باب الفشل:
“الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا.” أديسون
“الفشل نجاح إذا تعلّمنا منه.” مالكوم
باب المجتمع:
“الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل”. أحمد زويل
باب الوقت:
“الأهم من الوقت أن تتقدّم في الاتجاه الصحيح.” أديسون
باب النجاح:
“النجاح لديه خطة وبرنامج.” برناردشو
باب الإرادة:
“أفضل السبل التي تجعلك تتنبأ بمستقبلك هو أن تصنعه بنفسك.” ستيفن كوفي
“كلمة مستحيل لا توجد إلا في قواميس المجانين.” نابليون
باب حب العمل:
“لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به.” ديل كارنيبي
وأنهت الموضوع بأن العبرة من هذه المقولات، أنه على الإنسان أن لا ينتظر من أي شخص آخر أن يُقرّر ويُخطّط بدلاً عنه، فهو مَن عليه أن يضع خططه في الحياة ويجتهد في تنفيذها بالوقت المحدد، وأن لا يلتفت إلى مَن يحبطه لأن الآخرين قد لا يدعمونه في مسيرته لأنهم ليسوا مَن رسم الطريق.
أعجبني ما كتبت هي وصديقاتها، هززت رأسي بالرضا، متمنياً أن يكون ما كتبوه واستنتجوه دليلاً لها ولصديقاتها في التحضير لمستقبلهن القريب.
GIPHY App Key not set. Please check settings