علّقوا برنامج الامتحانات وبدأوا بشطب اليوم الذي فيه ينهون تقديم الامتحان لذلك اليوم. وكانت النظرة مع كل حركة قلم على البرنامج مركّزة على آخر يوم، اليوم الذي ينتظرونه بفارق الصبر. ماذا سيفعلون في ذلك؟ ما نوع طلعة آخر يوم بالامتحانات التي سيكافئون أنفسهم بها؟ ماذا يفعلون مقابل الأيام التي جلسوا فيها طويلاً وهم يدرسون؟ وماذا يفعلون عندما ينكسر الروتين وتبدأ الحرية!
تلك لم تكن أفكار طلبة في فترة الامتحانات، ولكنها كانت أفكار الأمهات. نعم هنّ يرغبن بالاحتفال، يرغبن بالخروج في ذلك اليوم وربما الهتاف “خلّصنا الامتحانات….. ياهو….”
ماذا!! هكذا كنت أندهش! عندما كان ابني في صفوف الروضة والصفوف الابتدائية الأولى، ومع قدوم آخر يوم من انتهاء الدوام المدرسي، كنت أشعر بالعادة بأن هناك همّ جديد، وهو العطلة، وأنني أمام مهمّة جديدة وهي البحث عمّا يشغله ويسلّيه. في ذلك اليوم، كنت في العادة أمرّ لزيارة صديقة لي بالقرب من مدرسة ابني، أما هي فكان ذلك اليوم بالنسبة لها يوم فرح فابنتها أكبر من ابني ببضعة سنوات. كانت تقول لي: انتظري عندما يبدأ ابنك بتقديم الامتحانات فستشعرين بالفرح. وبالفعل بعد عدّة سنوات وبعد آخر امتحان ذهبت لها وقلت لها: أنتِ على حق! أشعر بالفرح فقد انتهت الامتحانات.
أشعر مع الأهل، وخاصة الذين لديهم عدّة أبناء والتحدّي الذي يواجهونه مع قدراتهم وإمكانياتهم وحاجاتهم المختلفة. ويمرّون بظروف متنوعة سواء في العمل أو مع العائلة، ويقفون أمام الكثير من المسؤوليات والصعوبات، وفي وسط كل يحاولون تحفيز أبنائهم ودفعهم نحو النجاح، وقد يشعرون بالإحباط بسبب عدم التجاوب، أو الغضب لفشل توقعاتهم…. ولكنهم في النهاية ينتظرون آخر يوم في الامتحانات.
وفي ذلك اليوم الذي ينتظرونه، تجدهم يقفون أمام تحدٍّ جديد: ماذا سيفعل أبناؤنا في العطلة الصيفية؟
GIPHY App Key not set. Please check settings