كل الكتب التي نقرأها، والصفحات التي نبحث فيها، والمواضيع التي نطرحها تتحدّث عن كيف نعلّم أطفالنا وكيف نربّيهم ليكونوا ناجحين.

لكن هل فكّرنا مرّة أن أطفالنا أيضًا يعلّموننا الكثير دون أن يقصدوا؟؟؟

لم أنتبه أنا شخصيًا لهذا الأمر قبل أن أصبح أمًا، ولكنني الآن اكتشفت أن ابنتي تعلّمني قبل أن أعلّمها. فمثلاً:

كم من المرات أكون متعبة ومنهكة وبحاجة إلى الراحة، لكن ابنتي بحاجة إليّ، فأقوم لخدمتها والسهر على راحتها فهي علّمتني التضحية.

وعندما جلست أول مرة لأطعم ابنتي أحسست أنني أعلّمها معضلة صعبة الحلّ، فكان الطعام عن طريق الملعقة شيئًا جديدًا وصعبًا بالنسبة لها، واحتاج الأمر كي تعتاد عليه عدّة أيام، فهي علّمتني الصبر.

بوجود طفل في المنزل يصبح الأهل أكثر انتباهًا لتصرّفاتهم، وطبقة صوتهم تنخفض، ومشاجراتهم تصبح أقل، فقد علّمتنا الهدوء.

مع وجود طفلة صغيرة تصعب الأمورعلى الأم جدًا، فتقع على كاهلها الكثير من الأعباء الجديدة والصعبة، لكن مع هذا كلّه فهي تلّبي احتياجات الجميع، وتنسّق أمورها بشكل مرتب، فهذا علّمني ترتيب أولوياتي بشكل أفضل لأتمّم جميع واجباتي.

في كثير من الأحيان، وفي زحمة الأمور، وصوت البكاء، وكثرة الطلبات تصل كل أم لمرحلة من الغضب، لكن عندما أحمل طفلتي وأجدها تضحك في وجهي فور النظر إليها، في هذا تعلّمني كم عليّ أن أتفاءل وأن لا شيء يستحقّ هذا الغضب.

هذه بعض من الأمثلة الكثيرة جدًا لما تعلّمته حتى الآن من طفلتي الصغيرة، وما زال العمر أمامنا لنتعلّم ونكبر.

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كما تريدون أن يعاملكم الناس فكذلك عاملوهم

قوانين منزلية لتربية أولادي