جاءت إليّ في مكتبي حزينة، ودموعها تكاد تقفز من عينيها. قالت: “بابا، صديقتي لينا لم تعد تهتم لي”. حاولت التخفيف عنها مبتسماً متسائلاً عن السبب، فأجابتني: “سخِرتُ من أفكارِها وآرائها عندما كانت تبوح لي بما يجول في خاطرها. لكنّي فعلت ذلك عن غير قصد”.
عَدّلتُ من جلستي وطلبت منها أن تجلس أمامي وبادرتها بالسؤال: إن هي تصرّفت معكِ مثلما أنتِ تصرّفتِ معها، ماذا ستكون ردّةُ فعلكِ؟ ألن يكون موقفك منها كما هو موقفها منكِ الآن؟
لم تأخذي كلامها على محملِ الجد وهذا فيه قلة احترام لشخصها. إن أهم مكِّون لنجاح العلاقات بين البشر هو الاحترام، فإذا لم تأخذي من هذه المعادلة الطبيعية أساساً لعلاقاتك، فلن تدوم صداقاتُك ولن يكون لك أي علاقة صحيحة مع الآخرين. انظري إلى ذاتك فأنت ترغبين دائماً من الآخرين التقدير والاحترام، وهكذا جميع البشر يرغبون، فهذه حاجة نفسية أساسية. حتى وإن كان للآخر وجهة نظر مختلفة عنكِ، لا يحقّ لكِ أن تهزأي بهِ بل عليكِ احترام وجهة نظره، كما عليه هو احترام وجهة نظركِ، فالاحترام المتبادل هو أساس الشراكة الصحيحة وهو ما يُكسب العلاقة الود والمحبة ويجعل منها صحيحة.
أطلب منكِ أن تعيدي التفكير بما فعلته وأن تعتذري منها وأن تعترفي لها بانك أخطأتِ. وتعلّمي في الأيام القادمة حسن الاستماع لمن تتحدثين معه وفي جميع المواقف، سواء أكانت مواقف فرح أو مواقف حزن أو حتى في الحالات العادية البسيطة. فالمشاركة ضرورية والحوار يجعل منك إنسانًا محترمًا قريباً من القلب.
في اليوم التالي دخلت لينا مكتبي ترقص فرحاً، تقبّلني وتقول: كان ذلك سهلاً، رائعاً، مفرحاً، لقد فعلت كما نصحتني وكانت النتيجة كما تراني الآن. عدنا أصدقاء….
in الأصدقاء, الحياة العائلية, المراهقة, المرحلة الأساسية, ثقافة, رياض الأطفال, قضايا تربوية, ما قبل المراهقة, وجهة نظر أب
GIPHY App Key not set. Please check settings