منذ دخول ابني المدرسة، بدأت أرى ما يحدث داخل جدران المدارس بعد غياب سنوات عديدة من تخرّجي منها. صحيح إنها مدرسة مختلفة عن مدرستي، وفي عصر مختلف عن العصر الذي أنا كنت فيه، إلا أن هناك أمورًا ما زالت متشابهة. كنت أستغرب لبعض الأمور، وأمور أخرى كنت أراها اعتيادية ومتوقّعة. ولكن أكثر ما كان يدهشني هو الطابور الصباحي. هؤلاء الطلبة الذين تعلو صراخاتهم والذين يركضون ويتعاركون أثناء الاستراحات والفرص، رأيتهم في الطابور وخصوصًا عندما يُرفع العلم مختلفين. كان الهدوء مذهلًا لي، ووقوفهم بانضباط والتزام كان مثيرًا للدهشة. نعم فهم أمام العلم، العلم يعلو عاليًا ويخفق في السماء، ومعه تعلو أصوات الطلبة: يحيا يحيا الأردن، صحيح أن الأصوات تنخفض مع ازدياد أعمار وصفوف الطلبة، ولكنك لا تزال تسمع الصوت. يمكنك أن تجد الاحترام والالتزام والفرح والسلام والكل يرى العلم خافقًا.
ولكن عندما ينكّس العلم، تعلم كم هو الحزن عظيم! نعم فقدان أشقاء وأهل وأحباء من بلد شقيق، مصر، هو فاجعة كبيرة. تتنكّس معه قلوبنا، وتدمع عيوننا وتحزن نفوسنا. إنها علامة لنا ولأطفالنا أننا حزانى. فنحن أحباء وأشقاء، وما يصيب جيراننا يصيبنا، وما يحزنهم يحزننا. نعم نُكّس العلم! وما لنا إلا أن نرفع عيوننا للسماء طالبة تعزية من رب السماء لكل تلك القلوب المتألمة، والأطفال الخائفة، والأطفال الذين أصبحوا يتامي، والزوجات اللواتي أضحين أرامل، وللآباء والأمهات الذين حرموا من رؤية فلذة أكبادهم بعد الآن….. والكثير من القصص المؤلمة. نعم نكّس العلم، وقلوبنا نُكّست معه!
GIPHY App Key not set. Please check settings