طلب مني اللعب معه لعبة الشطرنج. وافقت رغم أني لا أحبها لأنها تتطلّب مني جهد وطول تفكير وصبر، ولا أعرف أي منها لديّ. لعبنا ومن البداية عرفت اني أمام خصم قوي. أردت الانسحاب لكن ذلك لم يكن ممكناً.
الانسحاب كان أمر يفعله هو عندما كان صغيراً وعلى وشك الخسارة. أما الآن فقد تغيّر الحال، فهو من سيغلبني ولا سبيل لغير ذلك.
في تلك اللحظات التي رأيت فيها مهارته انتابتني نوبة من الضحك لم أعهدها منذ فترة طويلة. لقد جاء الوقت ليتمكّن هو مني.
سألته: هل تعرف معنى ذلك، أقصد أني على وشك الخسارة؟ قال: لقد كبرت يا أبي.
أجبته بنعم، لقد كبرت وها أنت الآن على وشك أن تغلبني.
أكملت اللعب محاولاً تأخير هزيمته لي، لكني اكتشفت في النهاية أني أنا مَن غلبته لا هو. لكن الحقيقة كانت غير ذلك، فأثناء اللعب رأيته يقوم ببعض الحركات التي لم تنم عن ذكاء، في البداية توقّعت أنه أخطاء سها هو عنها، لكن مع تكرارها عرفت انه كان يساعدني لأفوز عليه. غلبته بالشطرنج لكن هو غلبني بمحبته وبمجاراته لي لكي أفوز.
هذا هو ابني، الذي أفتخر بقلبه الشفوق المحب، كان مهتماً بأبيه أكثر من اهتمامه بالفوز على أبيه.
أنا معجب بشخصيته هذه والتي تظهر قلبه الرحيم، لكني بنفس الوقت أخاف عليه ممن سيستغلونه لطيبته تلك. ولكني أأتمنه وأستودعه لإله طيب ورحيم قادر أن يحميه وسط شرور هذا الزمان.
GIPHY App Key not set. Please check settings