بعد يوم عمل طويل وشاق، وبعد أن نام أطفالي دعيت أصدقائي لنحتسي كوب القهوة معاً، وخلال جلستنا حدّثتنا إحدى صديقاتي عن مقال جميل جداً قرأته من الإنترنت، وأحببتُ أن أشارككم به:
(بعد أن ينام صغارنا، تبدأ مشاعر ممزوجة من الندم والحسرة تنتابنا على تصرفاتٍ كان ممكن أن تكون أفضل، فنجلس لنراقبهم وهم نائمون وترتسم على ملامحنا خطوط تعبّر عن الأسف، فننحني لنقبّلهم قبلة الندم، ونعتذر لهم وهم نائمون عن تهديدات طويلة وأوامر لا تنتهي حتى يناموا. من المواقف التي تحدث معنا يومياً، عبارات التهديد لهم (سأبرحك ضرباً، لن تلعب بها ثانية إن لم تضعها في مكانها، ركّز في واجبك وإلا ضربتك، سأرفع الطعام إن لم تنهه، سأخبر أصدقاءك عما فعلت، ستذهب حافياً إلى المدرسة إن لم تضع حذاءك مكانه، جرِّب وسترى ما سأفعله بك)، والاتهامات والسخرية (لن تفهم أبداً؟، أنت تجعل حياتي بؤساً، ألا تستطيع أن تعتمد على نفسك؟، أنت غبي، كل الآخرين أفضل منك، خلّي عندك شخصية)، والأوامر (تعال، كفّ عن هذا الصوت، أكمل طعامك كله، لا أريد أن أسمع أصواتكم، لا تتحدّث بهذه الطريقة، توقّف عن الإلحاح وكثرة الحديث، أنا متعبة اذهب بعيداً الآن)، والعنف الجسدي (الشد، الدفع، التعنيف أثناء لبس الملابس وخلعها، الضرب بكل مستوياته، القرص، رميهم بأي شيء موجود أمامنا) ….
مقال جميل جدًا وواقعي، أنا متأكدة أننا جميعًا ونتيجة ضغط العمل وكثرة المسؤوليات نعامل أطفالنا بهذه الطريقة ونحن لا نعلم أنها تؤذيهم وتفسد علاقتنا بهم، لأن قبلة الندم هذه لن تصل إليهم، ولن تُسمعهم أننا آسفون، ولن تُعيد الثقة التي هزّتها الكثير من الانفعالات والكلمات، ولن تُخبرهم أننا نحبهم رغم ما كان منا على مدار اليوم الطويل.
بعد هذا المقال علمت أن الطفل لا يعرف ولا يقصد الأذى، وهمُّه الوحيد اللّعب المتواصل في الأماكن المفتوحة، وأن الطفل دائم النسيان ويحتاج الوقت ليتعلّم بعض القواعد التي نظن أنها بديهية. قررت أن أنظم شؤون بيتي حتى اخصّص وقتًا للجلوس معهم، وترك لهم مساحة كافية كي يتمكّنوا من اللعب، ورفع كل الأشياء المعرّضة للكسر، وأن لا أقوم بأي تصرّف عندما أغضب، وألجأ للحوار والحديث معهم.
“إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات”. إن كان يسوع أحب الأطفال بهذا المقدار، فكم علينا نحن أن نحب أطفالنا؟!!!!!!
GIPHY App Key not set. Please check settings