in , , ,

يوم الشعانين فرحة للمصوّرين

ما زلت أتذكّر صورة لي وأنا صغيرة في يوم الشعانين، كان عمري وقتها قرابة السبعة أعوام. عندما أنظر إلى هذه الصورة التي كانت تجمع أخوتي وأهلي كنت أرى أنها من الصور “المرتّبة”.. ففي طفولتنا العديد من الصور التي لا نحبّذ أن يراها الآخرون، ليس لأنها بالأبيض والأسود ولكن لأن أشكالنا فيها غير محبّبة لنا الآن سواء شكل الملابس أو تسريحات الشعر….

وما زلت أتذكّر عائلة من أصدقائنا وهم يلتقطون صورة لهم يوم الشعانين، كانت العائلة تجتمع دائمًا فالجميع يرتدون أجمل الملابس، والكلّ متواجد في هذا اليوم. أليس هو فرصة ذهبية لالتقاط صورة عائلية! وما يجعل الأمر أكثر روعة وجمالًا هو الربيع الذي يجمّل البيئة من حولنا.

إنه اليوم الذي نتذكّر فيه دخول يسوع المسيح، دخوله المتواضع راكبًا على حمار، إلى مدينة أورشليم، ونتذكّر استقبال الناس له بسعف النخيل وأغصان الزيتون، ونتذكّر كيف كانوا يفرشون ملابسهم على الطريق، ويهتفون بأعلى أصواتهم. إنه منظر رائع ألا يستحقّ أن نلتقط له صورة!؟ كيف؟ لا يمكننا ذلك، بل يمكننا أن نسترجع هذا المنظر في أذهاننا ومن خلال قراءة القصة من مصدرها الأصلي أي الكتاب المقدّس. لا أن نتذكّر فقط المنظر ولكن أن نتخيّل أننا في المشهد ونهتف مع الجموع: أوصنّا في الأعالي. وليكن هتافنا هذا ليس مجرد هتاف بأصواتنا ولكن بقلوبنا وأفعالنا أن نمجّد الله في حياتنا.

أريد في هذا اليوم التقاط صورة “مرتّبة” مع عائلتي ونحن نرتدي أجمل الملابس، والربيع محيط بنا. وأريد أن أتذكّر في كل مرّة أنظر إلى هذه الصورة صورة أخرى وهي دخول المسيح الظافر المتواضع ليس إلى أورشليم فقط ولكن إلى قلب وبيت كل واحد منا. وأتذكّر محبته وعظمته تحيط بنا وتحصرنا.

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

تطبيق فتفوتة

لنصلّ من أجل السلام في هذا العيد