يا بنات! وقت غسيل الجلي!
قبيل انتقالي إلى أوروبا وفيما كنت لا أزال أسكن مع والداي وإخوتي، كان غداؤنا الأسبوعي في بيت جدتي جزءاً لا يتجزأ من برنامج عائلتنا الأسبوعي، وهو أمر معتاد في جميع بيوت الشرق الأوسط. كان كل شيء في ذلك اليوم كان يتمحور حول غدائنا في بيت الجدة من حيث التوصيل من المدرسة وتأخير الواجبات. العائلة أمر رائع (بالرغم من صخبها!) وبركة كما أننا نتعلم الكثير من الدروس من جلوسنا عند قدمي مَن هم أكبر منا عمراً. بالطبع يستمر ذلك لحين انتهاء الجميع من تناول طعامهم ويُسمَع صوت المنادي “يا فتيات! حان وقت غسيل الجلي”.
يتم استدعاء اثنتين إلى خمس حفيدات بالاسم للدخول إلى المطبخ وغسل الجلي وتنشيفها وترتيبها في مكانها. ليس لدي أي اعتراض على ما يحدث من حيث المبدأ، بل بالعكس، أنا أؤمن بالعمل الجاد، بل يجب أن يتم إعطاؤنا دروس في المزيد من الحركة مما نراه حالياً خاصة للجيل الذي أنتمي إليه. وهذه هي العبارة الجوهرية “الجيل بأكمله”. لا يوجد قانون علمي أو منطق أو فرق جسدي واضح يوحي ولو عن بُعد بأن واجبات العمل المنزل ينبغي أن تكون محصورة في جنس معين، بل الفتيات بشكل خاص.
لم أًصبح أماً بعد، ولا أدّعي بأن معرفتي أفضل من معرفة آبائنا ولا أنوي أن أخبرهم كيف تكون الأمومة، لكن مطالبة الفتيات بتقديم المساعدة والسماح للفتيان بالانصراف دون تقديم يد المساعدة أمر غير عادل على الإطلاق. لا يختلف إثنان على ذلك. عندما يجلس جميع الأحفاد في العائلة للعب والحديث والمناداة فقط على الفتيات للتنظيف يوصل رسالة للأولاد بأن لا بأس لهم من عدم العمل. إنه يوصل رسالة أن الفتيات وجدن للتنظيف من ورائهم وأن العمل المنزلي أمر خاص بالفتيات. وهذا إيحاء واعتقاد سيلازمهم عبر سني بلوغهم.
تربية الأبناء للايمان بالعمل الجماعي والجهد المشترك والإنتاجية هي الطريقة الأضمن لتوجيه شخص ما إلى طريق العمل الجاد والاحترام المشترك بين البالغين. بل يضمن تأسيس علاقات صحية مبنية على مُثُل متشابهة. قد يكون أسهل أو أكثر راحة إبقاء الفتيات في المطبخ والطلب من الفتيان حمل الأشياء الثقيلة لكن هذا لا يجعله صائباً أو عادلاً، ويمكننا جميعاً أن نعمل ما هو أفضل.
لتوزيع المسؤوليات المنزلية على جميع أفراد العائلة بالتساوي قم بطباعة هذا الجدول وإلصاقه على الثلاجة:
للتنزيل قم بالضغط على الجدول، ثم save image as ، right click