بينما كان ابني يستعدّ لامتحان التربية الدينية ظهر سؤال من الأسئلة والمتعلّقة بإحدى معجزات يسوع، وهي إقامة لعازر. كان السؤال عن الموت، وكيف أنه كالنوم. يبدو هذا المفهوم صعبًا وليس بسهل الفهم، فالموت لغز بالنسبة لنا البشر. وبالنسبة للأطفال هو لغز أكثر غموضًا. ولكن بحسب الكتاب المقدس وبالذات في هذه المعجزة نرى أن الموت بالنسبة للمؤمن هو كالنوم. فالنائم يستيقظ من نومه، هكذا الميت يقوم مع المسيح.

في كل مرّة أحضر جنازة أو أذهب إلى بيت عزاء، يشغل بالي الأطفال من أهل الفقيد. أشعر دائمًا أنهم الأكثر تضرّرًا في هذا المصاب. فليس هناك من يهتم لأمرهم، والأمور بالنسبة لهم مبهمة وغامضة وغير مفهومة. الكل مشغول بتعزية الكبار ولا أحد يكترث لأمر الصغار. أحاول في كثير من المرات أن أتحدّث مع الأطفال أو أقدّم كتابًا يشرح لهم عن معنى فقدان عزيز. ومن أكثر المرات التي أحسست بأهمية الموضوع عندما قدّمت درسًا للأطفال وكان الدرس يحتوي على مجسم من الورق. هذا المجسّم كان فيه شخص نائم ثم يستيقظ عن طرق سحب الورقة. كانت الفكرة من هذا النشاط أن الموت للمؤمن هو كالنوم، كمن يغمض عيونه في الأرض ويستيقظ في السماء. فمن يموت سيحيا مرة أخرى مع المسيح.

نعم هذا ببساطة هو شعوري مع قدوم الجمعة الحزينة، إنها الجمعة السوداء القاتمة، إنها الجمعة التي تنذرف فيها الدموع وتحزن القلوب. ولكن تلك الجمعة لا تنتهي بجمعة ولكن يأتي بعدها فجر قيامة الأحد التي فيها ينتصر المسيح على الموت، ويقوم من بين الأموات. فالميت لم يعد ميتاً ولكن حيّ في السماء. فالجمعة لم تعد حزينة ولكنها جمعة عظيمة. نعم فالميت أصبح حيًا والحزينة أمست عظيمة.

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

العبقري الصغير

أسرارهم من صغارهم