كم كانت صدمتي كبيرة عندما رأيت ابني في عمر السادسة يأخذ نقودًا من حقيبتي. لم أعرف ما الذي عليّ فعله في نفس اللحظة، إلا أن أتجاهل ما رأيت وأخفي غضبي، بالرغم من كل ما كان يدور في رأسي محاولة إقناع نفسي أن هنالك سبب أن ابني يسرق مع أن لديه كل ما يحتاج.
لم أتوقف عند تلك اللحظة، بل طرقت جميع الأبواب من قراءة حول الموضوع، واستشارة أخصائيين في علم نفس الأطفال، وسؤال الأصدقاء الأقارب. وكم كانت فرحتي عندما توصّلت إلى أن الطفل في هذا العمر لا يفرّق بين السرقة والاستعارة.
وكان ملخص كلّ الأحاث كالتالي:
- لا تقتصر السرقة على عمر الطفولة فقط، فهنالك مراهقين يلجأون إلى السرقة لعدة أسباب. قد تكون مشكلة عابرة، وقد تكون مرضية، فمجرد أن نكتشف ذلك ليس المهم أننا ضبطنا الابن يسرق ولكن المهم علاج المشكلة لأنه حتى العلاج له مستويات.
- في السن الصغير يسرق الطفل وهو لا يعرف الفرق بين السرقة والاستعارة. قد يسرق للفت انتباه الوالدين المهملين له، أو بسبب الحرمان، أو ليبدو أمام أصدقائه كريمًا، وقد يكون النوع الآخر هو سلوك نفسي وهو السرقة في غير الحاجة مثل سرقة الأجهزة لبيعها والحصول على النقود.
- في جميع الحالات يجب الانتباه بالوقاية أولاً، ثم العلاج وعدم الغضب والانفعال والحرص على الصبر في تصحيح المسار وإشعاره بأنه يمكنه السيطرة على نفسه.
بعض النصائح التي قد تساعد في تجنّب وقوع الأبناء تحت سيطرة السرقة وهي كالتالي:
- تعزيز مفهوم الملكية من البداية، مثلاً إخبارهم بأن هذا الشيء خاص بـ”بابا أو ماما أو أحد أخوته” مع إبراز أدوات مشتركة بين جميع أطراف العائلة.
- تعزيز مبدأ الاستئذان قبل استخدام أدوات الغير.
- فكرة الطلب منهم وضع أنفسهم مكان الغير مثلًا ماذا لو أن أحدهم أخذ شيئًا من ممتلكاتك.
- إشباع حاجاتهم حتى لا يلجأ للسرقة لتعويض النقص.
- عدم معايرتهم بالسرقة أمام الآخرين وخصوصًا أخوته، حتى لا نربّي عداوة بينهم.
- الانتباه إلى سلوك الطفل بين أصدقائه وعائلاتهم.
- وفي النهاية الطلب وبكل إصرار أن يقوم الطفل وبنفسه بإعادة ما أخذ مع تعزيز فكرة الاعتذار عن التصرّف الخاطئ الذي قد يغضب الغير منّا.
اقرأ أيضاً: أنا لا أحرم ابني من شيء وأؤمن كل متطلباته!!
GIPHY App Key not set. Please check settings