آلام المسيح؟
حاولت هوليوود أن تجسد آلام المسيح وصلبه ونجحت في تصويرها، مُرتكزةً على أساس العهد الجديد، حين أسلمَ يهوذا يسوع إلى رؤساء الكهنة والفريسين حاكموه طوال الليل، ثم أسلموه للرومان. يسوع يدان يُعذب ويجلد يستهزء به ثم وضعوا إكليلَ شوكٍ على رأسه وسار حاملاً صليبه الخشن الثقيل إلى مكان الجمجمة خارج أسوار المدينة. وهناك ذاق آلام الصلب الرهيب حين دُقت يداه ورجلاه بالمسامير وعانى من الإختناقِ والآلام النفسيةِ المريرة حتى أسلمَ الروح.
شاهدناه كعائلة في بيتنا ودارت بيننا الأحاديث، وتحولت انظاري إلى وجهه المشوه من كثرة اللكم والضرب، وتذكرت المكتوب، لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه. محتقرٌ ومخذولٌ من الناس، رجلُ أوجاعٍ ومُختبر الحَزن. وبعد آلام الجلد ونوع الصوت الذي استخدموه بدأت الأسئلة من الأولاد.
هل كان مجرماً أو لصاً يا أمي؟
أجبت، قال إشعياء النبي 53: انه لم يعمل ظلماً، ولم يكن في فمهِ غِشٌّ. ظُلمَوه وأما هو فتذلل ولم يفتح فاهُ. كشاةٍ تُساقُ إلى الذبح، وكنعجةٍ صامتةٍ أمام جازِّيها فلم يفتح فاه، والرَّبُّ وضعَ عليه إثمَ جميعنا.
هل نحنُ السبب يا امي؟
نعم، لأننا كالغنمِ ضللنا، ومَالَ كلُ واحدٍ منا في طريقه الخاص وابتعدنا عنه، وأما هو فقد حمَلَ على صليبه أحزاننا وتحمّل على صليبه أوجاعنا، وجرحَ وسال دمه من أجل آثامنا وسُحق تحت ثقل معاصينا. آلام المسيح حقيقية يا ابني وقصة حبه وفدائه لنا حقيقية.
من منا يقوى على تحمل الألم؟ وكيف نقابل هذا الحب؟
لقد أخلى نفسه، وأخذُ صورة عبدٍ، صائراً في شبهِ الناس. ولما أصبح في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضاً، وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسمِ يسوع كُلُّ ركبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كلُّ لسانٍ أنَّ يسوعَ المسيحَ هو ربٌّ لمجد اللهِ الآب.
هكذا يا أولادي تعالى المسيح، وارتقى وتسامى، وهو حمل خطية كثيرين وشفعَ في المُذنبين. حمل خطيتي أنا وشفعَ فيَّ أنا وأنتم أيضاً، ولولا نعمته التي أنعم بها عليَّ لكنتُ أشقى الناس وانتهت حياتي كالبخار الذي يظهرُ قليلاً ثم يضمحل.
نقدر أن نتجاوب معه؟
اللهُ غنيٌّ جداً في الرَّحمةِ يا أولادي، ومحبتهِ كثيرة جداً التي أحبنَّا بها فلا نبتعد عنه بسبب كبريائنا وخطايانا بل نقبل عمله حتى نحيا مع المسيح “بالنّعمة نخلص يا أولادي”. وإذا اعترفنا بفمنا بالرب يسوع وآمنّا بقلوبنا أنَّ الله أقامَهُ من الأموات نلنا الخلاص.
GIPHY App Key not set. Please check settings