لماذا يكذب المراهق
كنت أتقفّد مؤخراً حساب تطبيق تويتر الخاص بي عندما رأيت أن التعليق “أكاذيب يرويها المراهقون لوالديهم” متداول. بدافع الفضول تصفّحت مختلف المنشورات التي احتوي على إجابات مثل:
“نعم، لن يكون هناك سوى الفتيات في حفلة المنامة”
“لا أعرف فعلاً مذاق الكحوليات”
“طبعاً درست للامتحان، لكن الأستاذ يكرهني”
“لم أدخّن السجائر قط”
جميعها كانت ذات نفس الطابع: اكاذيب بخصوص المدرسة / الواجبات / العلامات / الحضور / الأصدقاء / الشباب / البنات / الكحول / المخدرات / التدخين. وبناء على الردود التي قرأتها توصّلت إلى بعض النتائج عن سبب كذب المراهقين على والديهم. (ملاحظة: من الواضح أن تطبيق تويتر لا يوفّر عيّنة تمثّل كل المراهقين كما أنه ليس أسلوباً جدياً للبحث!) بدا وكأن نمطاً مخفياً يربط بين هذه ال”أكاذيب المراهقين” برز بوضوح بالنسبة لي: الخوف / الافتراض بأن الوالدين سيشعران بالفشل أو لن يكونا متفهّمين لاختياراتهم.
لأكون عادلة، لا يرغب اي أب أو أم بسماع أن ابنهم المراهق أو ابنتهم المراهقة كان منخرطاً بنشاط غير قانوني أو غير أخلاقي أو خطير – لكن ربما هناك استعداد ذهني عند الطرفين يحتاج إلى التغيير. لا بأس بل جيد بالنسبة للبالغ أن يقول :أتمنى لو قيل لي هذا عندما كنت في سنك” لكن ذلك لن يقنع المراهق. غالباً لا يفهم المراهقون تعليل أهاليهم لمنعم من فعل شيء ما و”لأنني قلت ذلك” ليس إجابة مقبولة ولا مبررة. أنا واثقة بأن الكثير من المراهقين الذين أعرفهم لن يميلوا كثيراً للشعور بضرورة الكذب على والديهم بخصوص تجربة المشروبات الكحولية لو تم إخبارهم بأن جسدك قد يتعرض لخطر التسمم. ربما لو لم تكن المناقشات حول العلاقات محظورة أو صدر بحقها حكم الإدانة في بيوتنا لما شعر الشباب بالحاجة للتسلل من وراء ظهور آبائهم.
خلال السنوات الأولى من سني مراهقتي كنت في علاقة متوترة جداً مع والداي لأنني شعرت أنهما لا يفهمانني. شعرت بأنهما لم يبذلا أي جهد لفهم صراعي الاجتماعي أو تعليل للسلوك “غيمر اللطيف”. لكن عندها تعلمنا أن نتواصل بشكل أفضل. سعى والداي للقائي عند مستواي وأن ينظرا الأمور من وجهة نظري. أيضاً، توقف عن مقاومة سلطتهما وأدركت بأنه بالرغم من أنهما بشريان وغير كاملان إلا أن أنهما لم يكونا يحاولان بجد دفعي لحياة تعيسة أو منعي من الاستمتاع بوقت ممتع. وإنما كانا يحاولان حمايتي بحسب معرفتهما وخبرتهما. بعد مرور سنوات، علاقتنا ليست مثالية لكن لا يمكنني تذكر المرة الأخيرة التي كذبت فيها على والداي (إلا إن احتسبتم الأسبوع الفائت عندما ذهبت لزيارتهما وأنكرت اكل كل الشوكولا).
اقرأ أيضاً: تعديل سلوك المراهقين في 6 خطوات عملية
GIPHY App Key not set. Please check settings