كل سنة في عيد الأم كنت أذهب لأعايد أمي لأني أحبّها. كيف لا أحبّها وهي من ربتني وعلمتني!!

لكن السنة العيد مختلف، فهذه السنة أنا أيضا ً أم، شعوري مختلف، ونظرتي لها مختلفة ، ومعايدتي لها مختلفة، وكلّ شيءٍ مختلف.

قبل هذه السنة كنت أقدّر أمي كثيرا ً فقط لأني ابنتها وأعرف أنها أنجبتني وربّتني، لكن منذ أن حملت بطفلتي الأولى عرفت كم عانت أمي من آلام وأوجاع بحملها فيّ، لكن هذه كلها نستها حين رأتني، تمامًا كما شعرت أنا حين حملت فيها ابنتي للمرة الأولى.

كم تحمّلت وصبرت عليّ عندما كنت صغيرة، رغم تعبها في الليالي كانت تستيقظ لتلبية حاجاتي.

لم أقدّر فعلا ً قيمة هذا الشيء إلا عندما صرت أمًا، فكم وكم من المرات أكون متعبة ومنهكة ولكن صوت واحد من ابنتي كفيل ليجعلني أنهض لأراها وأعتني بها.

كانت أمي تقول لنا عندما نمرض “يا ريت الوجع لقلبي”، الآن أحسست بما كانت تقوله، فمجرّد أن أرى التعب في عيون ابنتي الصغيرتين أتمنى أن أمرض أنا وتبقى هي معافاة.

رغم صغر سن ابنتي -فهي لم يتعدّى عمرها الأربعة شهور- إلا أني معها لمست كم كانت تضحية أمي، كيف الحال عندما تكبر وتكبر!!!

حتى هذه اللحظة وقد أصبحت أما ً لا زالت أمي تتحمّل الكثير والكثير لأبقى أنا المرتاحة وتقول لي “أنا موجودة الآن دعيني أعمل عنك”.

قبل هذه السنة كنت أعايدها وأقول كل عام وأنت ِ بخير، أما السنة فسأقول لها كل عام وأنت ِ الخير، كل عام وأنت ِ أمي.

What do you think?

Written by نورا

أم جديدة
تزوجت منذ أربع سنوات وأنا أم جديدة. أحب الأطفال كثيراً وأكبر متعة وفرح في حياتي أن أراهم فرحين. شعاري في الحياة هو التفاؤل والفرح والابتسامة، فالابتسامة على وجه طفل هي ما تجعل العمل يستحق العناء.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

الأمومة ليست مهمة إدارية

“بابا، طلّع الزبالة وساعد في الجلي والمشكلة بتنحلّ”