رأيت دموعًا في عيونها، ولكنني شعرت بالحرج بأن أسألها فمعرفتي لها سطحية، ولكن مشاعري الداخلية كسرت صمتي وقلت لها: حساسية أم دموع هذه؟ فأجابتني: الاثنين، وصمتنا ثم بعد قليل قالت تأثرت وأنا أقرأ كتابًا عن مشاعر امرأة وتأثرها بأحداث جرت في طفولتها. دموعها كانت تفاعلاً مع الكتاب وتعاطفًا مع المشاعر التي يسطرها. سكتت وقالت: لست أعلم إن كنت أبلي حسنًا كأم……
ساد الصمت، ولكنني شعرت أن كلمة انفجرت من أعماقي وقلت: هذه الدموع تشير أنك أفضل أم!!!
ما زلت أتذكّر مخاوفي كأم عندما أمسكت ابني الرضيع بعد ولادته، ومخاوفي وأنا أرسله للحضانة لأول مرة، ومخاوفي وأنا أراه يذهب إلى المدرسة الابتدائية، وعند الطبيب، وبين يدي طبيب الأسنان، ومع أول امتحان للموسيقى، وهو يلعب كرة القدم، وعندما ذهب للمبيت خارج البيت لأول مرة……. ما زلت أتساءل هل ما قلته مناسب؟ هل إصراري هنا، وتراخيّ هناك في مكانه؟ هل أقف كمتفرجة في ذلك لموقف أم أتدخّل؟ إن لم تنزل دموع من عيني فهناك بعض الدموع من قلبي!
هذا ما نمر به جميعًا كأمهات، نفعل كل ما بوسعنا ونشعر أننا مقصّرات، ونحاول ونحاول ولا نيأس ولكننا نشعر أنه لا بد من عمل شيء في هذا الأمر، نسابق ونجري وكأننا في سباق، ولا نعلم إن كنا نسير بالسرعة المطلوبة. ووسط رحلة أمومتنا هذه هناك الكثير من الدموع، إما لأننا نشعر بالخوف أو بالتقصير أو حتى الفرح، أحيانًا الإحساس بالذنب يتحوّل إلى بعض الدموع على وسادتنا. ولكن تلك الدموع تقول أننا على الأقل نحاول أن نكون امهات أفضل.
فكل عام وأنت بخير، وكل عام وأنت أم أفضل.
شكرا لكم