تخيلنا ابني وأنا لخمس دقائق أن زوجتي وأمه ليست هنا، فماذا كانت النتيجة؟

نعم، هذه كانت بروفة لم تستمر أكثر من خمس دقائق قمنا بها أنا وابني قبل حوالي عشرة أيام لمشهد يقوم على غياب أمه بسبب سفرها بعيداً عنا لمدة أسبوع. تخيلنا حينها أنها ليست موجودة وعلينا تسيير الأمور لحين عودتها، وإليك المختصر المفيد من ذلك المشهد الذي بدأ بعد أن حضر كريم من المدرسة وتناولنا طعام الغداء:
ملاحظة: طلبنا من زوجتي أن تتركنا بدون أن تتدخل بأي طريقة كانت.
أنا: يا كريم، اذهب وفرشي اسنانك، أريد أن أتاكّد بأنك تستخدم الفرشاة بطريقة صحيحة، فالأسنان تحتاج إلى عناية خاصة مع التقويم الذي عليها!
كريم: حسناً يا أبي (هذه كلمة لا أسمعها كثيراً منه، ولكن لتنفيذ المشهد كان لا بد له أن يقولها)

أنا: (بعد 10 دقائق) يا كريم هل فرشيت سنانك؟
الصمت يسود بدون أي صوت
أنا: كريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم: يا ………… هل فرشيت أسنانك؟ شو بتساوي يا مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحترم………… وينك؟
أنا: صدقني، اذا لم تنهي خلال دقيقة وتكون على مكتبك فسوف أحرمك من التلفزيون والموبايل والطلعة مع الأصحاب لمدة أسبوع يا …………………………. ولك يا كريم.
في تلك اللحظة خرجت أم كريم من المطبخ والتقيت بها في الممر مع كريم الذي كان قد خرج للتو من الحمّام (ويبدو أنه كان سينفجر غضباً)، ولكنه تدارك الامر عندما رأى والدته وتذكر أن ما جرى بيننا لم يكن سوى مشهد تمثيلي. انتهى المشهد المرعب برؤيتنا للغالية أم كريم، وما أن لمحناها حتى بدأنا بالتهليل والصراخ: وصلت ماما، هيه.. وصلت ماما وبدأنا نطبع على خديها الجميلين قبلاتنا ونعبطها ونخبرها كم اشتقنا لها وكم نحن سعيدين بعودتها سالمةً.
الحقيقة ان ذلك المشهد العادي الذي كنا نقصد منه طمأنة شيرين إلى أن الأمور ستسير على ما يرام بغيابها، لم يؤدي غرضه. الواقع أن ما جرى في ذلك المشهد المرعب والخمس دقائق التي استغرقها، زاد من قلقها. لكن ليس باليد حيلة، فشيرين ارتبطت بعمل يتطلب منها السفر مرة أو أكثر، وهي بالفعل ستسافر في منتصف الشهر.
شكرتُ الله، وكريم شكره أكثر لأن ذلك المشهد لم يطل أكثر من خمسة دقائق. فأم كريم جميلة وحضورها يزيد المكان جمالاً ونظافةً وترتيباً، وجودها يمنحنا الطمأنينة وحكمتها تغنينا، وكزوج هي من تريحني. فما أحلى المنزل والحياة بوجودها… طبعاً، عادت المياه لمجاريها وتولت أم كريم مهامها وساد السلام منزلنا، على الأقل للأيام التي كانت فيها بعد في الأردن.
شيرين ستسافر غداً، وسنشتاق لها كثيراً كثيراً، فلكم أن تتخيلوا كيف ستكون تلك الأيام في بيتنا بعد سفرها.
سأحدثكم عنها في مدونتي القادمة، قولوا إنشاء الله.

What do you think?

Written by Jamal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

One Comment

مخلوقين على صورته

عندما رأيت دموعها