in , ,

“بابا، طلّع الزبالة وساعد في الجلي والمشكلة بتنحلّ”

تبدو الأمورأحياناً صعبة للغاية ولكن بالاستفادة من نظرة شخص آخر يمكن تبسيط المشكلة وإيجاد حل لها.

قبل فترة واجهتني مشكلة عائلية. كنت قد قمت بخطأ أزعج زوجتي كثيراً  وكنت أبحث عن طريقة لمعالجة المشكلة. وكان كل تفكيري يتمحور حول المشكلة بذاتها. كيف يمكن ان أوضّح خلفية ما حدث أو تبرير قراري الذي أزعج زوجتي، أو هل عليّ فقط إهمال المشكلة والانتظار لمرور وقت كافٍ لعل وعسى تمرّ المشكلة بخير دون أي أذى أو إزعاج. ولكن كل ما فكّرت بمحاولاتي الشخصية لحلّ المشكلة كلما اقتنعت إنني أفكّر بالطريق الخاطئ او بالاتجاه الذي لن يفيد بل بالعكس قد يزيد من التعقيد والانزعاج.

مرّ وقت قصير، وأنا مشغول بالمشكلة ثم حان الوقت لكي أجلب ابنتي من المدرسة. وللحقيقة فأنا أتشوّق لمشوار الذهاب والإياب لتوصيل ابنتي لأن تلك الفترة التى لا تزيد عن عشر دقائق -ورغم أنها قصيرة- توفّر لي فرصة لكي أستمتع بالتحدّث معها بصورة منفردة وبعيداً عن أي تدخلات أو انشغالات.

وعند لقائها قرّرت أن أستشيرها لعلها تساعدني في إيجاد حل للمشكلة.

“لقد أغضبت والدتك اليوم ولا أعرف كيف أعالج المشكلة” قلت لابنتي دينا فور دخولها السيارة وقبل أن تربط حزام الأمان. بعد سؤال سريع عن سبب المشكلة وقناعتها الداخلية أن المشكلة ليست بالصعوبة التي كنت أتخيّلها أجابت بدون تردد. “بابا، طلّع الزبالة وساعد في الجلي والمشكلة بتنحلّ.”

الحقيقة أن الحلّ المقترح من ابنتي لم يكن مفاجئاً لي. فقد حضرت العديد من المؤتمرات والمحاضرات حول العلاقات الزوجية والعائلية وكانت أفكار مماثلة في التعاون والمساعدة البيتية تُطرح كأحد أسرع طرق الحلّ للنزاعات العائلية. ورغم أنني كنت أعرف تلك الأمور نظرياً إلاّ أنه لم يخطر على بالي في تلك الأثناء أن أمراً بسيطاً كالمساعدة في الشؤون المنزلية قد يكون له أثر إيجابي في تقليل المشاكل والنزاعات العائلية.

عند العودة للبيت لم يكن ممكناً معالجة الجلي لأن زوجتى كانت قد أكملت غسيل الصحون. فعددنا كعائلة صغر كثيرًا ولم يعد يشكل موضوع الجلي عبئاً كبيراً. ولكن موضوع إخراج القمامة كان ممكناً فقمت فوراً بتنفيذ اقتراح ابنتي دون العمل على محاولة الحصول على الثناء لما هو أصلاً من مسؤولياتي القليلة داخل المنزل.

لا أعرف إذا كانت المساعدة في المنزل هي السبب في إزالة التوتر، ولكنني متأكد أنه لو حاولت الدفاع عن النفس وتبرير خطأي لاستمر الانزعاج والتوتر.

يقول المثل المعروف “خذوا الحكمة من أفواه الأطفال.”

أطفالنا مصدر مهم لحل الإشكالات ولديهم حكمة وبراءة نفتقدها نحن الكبار وقد أثبتت تجربتي البسيطة أهمية التواصل والاستماع لاآرائهم.

What do you think?

Written by داود

جد لبنتين وولدين
اعلامي عتيق, زوج واب لثلاث بنات وولد وجد لحفيدتان وحفيدان.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كل عام وأنتي أمي

ابنتي نور “قدر عائلتنا”