جلست لمناقشة هذا الموضوع في مجموعة دراسة الكتاب المقدس منذ بضعة ليالي. تكلمنا عن أفكارنا وآرائنا وفهمنا لمعنى أن يخلقنا الله على صورته. لم تكن أكثريتنا واثقة من معنى ذلك – ولربما لا يزالون يجهلون أبعاد ذلك. لكنني بدأت أعي مفهوم ذلك قليلاً.

أذكر تناول طعام العشاء مع بعض أفراد العائلة في إحدى المرات عندما بدأنا مناقشة ما كانت لغات محبة لكل منا (لتقرأ عن ذلك، أنظر إلى مدونتي بعنوان “كيف تحب طفلك المراهق”). صُعِقت واحدة من بنات عمومتي والتي كانت أيضاً صديقتي المقربة والمفضلة عندما اكتشفت أن كلمات التوكيد لا تعني لي شيئاً. لم تفهم كيف كانت تجزل كلمات المديح لسنوات عديدة وكلام المحبة والتشجيع فيما لم أكن قادرة على تصديقها أو قبولها. ما لم أقله لها أنه كان هناك استثناء واحد، عبارة واحدة كانت تجعلني أشعر بالمحبة الغامرة أو الإطراء “أنتِ مثل أمك تماماً”.

أن يتم ربطي بوالدتي هو الأمر الوحيد الذي لا يتوقع أغلب الناس أنني أريده. لسبب ما، هناك اعتقاد سائد بأن الأطفال لا يحبون أن يتشابهوا مع آبائهم. ذلك أمر لم أفهمه قط، فوالداي هما الشخصان اللذان أحبهما أكثر من أي شخص في العالم. أحمل احتراماً جماً لهما وأنا متأكدة تماماً أنهما لا يدركان قيمتهما بالنسبة لي. بالطبع يعجبني أن يقال لي أنني أشبههما. في جزء كبير من طفولتي كان يتم مقارنتي مع أبي حيث أنني ورثت العديد من صفاته الجسدية (خاصة شعره). والآن، كمراهقة، بحثت وبحثت عن ذات التوكيد الناتج عن القول لي بأنني ذكرت أحدهم بوالدتي – وهي امرأة أصبو لأن أشبهها.

وفجأة، في مجموعة دراسة الكتاب المقدس تلك بدأ الأمر يتضح لي. أنا مرتبطة بوالدتي لأنني جزء منها أصلاً، فأنا المصغرة عنها، وأمثّلها نوعاً ما لمن لم يعرفها بعد. والمر مع الله يشبه هذا كثيراً. فقد خلق البشرية ليكونوا نوع الخليقة الذي يشبهه، ليحملوا صورته. إلا أن غالبيتنا لا نعكس ذلك جيداً. ما قُصِد منه الفرح والإبداع والكمال تم تشويهه بسبب الخطية. إلا أننا نبقى حاملين لصورة أبينا الذي يدعونا للاقتراب منه في كل يوم. وكلما اقتربنا منه كلما تمكّن العالم من رؤيته من خلالنا.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

ما معنى أن تكوني الشقيقة الكُبرى؟

رسالة إلى ذاتي في سن الثانية عشر

What do you think?

Written by amal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

طفلتي بدأت تكبر

بروفة “ماما مسافرة”