أتذكّر اللحظة التي وُلد فيها ابني، وكيف كنت أحمله بين أحضاني، وأتأمّل ملامح وجهه وحركاته، فقد كنت أقول لنفسي: ستتزوّج يا طفلي، وستصبح زوجًا لفتاة. كنت أذكّر نفسي بهذه الحقيقة دائمًا فالحبل السرّي الذي يربطني بابني قد انقطع بولادته، ولا بدّ أن يحدث الانفصال عندما يتزوّج ويكوّن عائلة جديدة. هذه بركة للعائلة أن تنتج عائلة أخرى، ليست خسارة أبدًا.

بدأ الحديث عن موضوع الزواج منذ سن صغيرة، ففي إحدى المرات قال لي ابني: ماما بس أكبر بدي أتزوّجك!! قلت له لا يا حبيبي أنت ستتزوّج  فتاة تحبّها، لا يمكن لأحد أن يتزوّج أمه! وفيما بعد كنت أجد عبارات من حين لآخر يقولها ابني فيها يعبّر عن حيرته مَن سيتزوّج، وأجده يقترح أسماء لأفراد من العائلة، ما يميّز هؤلاء أنه يحبّهم، ولكنهم أكبر منه بكثير أو إنهم أطفال صغار.

https://www.youtube.com/watch?v=06nQrFeUmSU

على أي حال احتاج ابني عدّة سنوات ليدرك أن الزواج موضوع أعمق وأهم وأخطر مما كان يظن. وبدأنا معه أحاديث جادّة عن هذا الموضوع، فهو يريد فتاة أولاً تحبّ الرب، وكان يضيف وعلى شفتيه ابتسامة “وحلوة”. وفي إحدى المرّات عندما فتحنا موضوع الزواج قال: أنا بنّقي (أختار)! نعم هو مَن سيختار. أعجبني حماسه وهو يقول هذه الجملة، فهو في سن صنع القرارات والخيارات، وها نحن نمنحه مساحة أكثر من سنوات سابقة، ولكنني في نفس الوقت شعرت بالخوف، هل سيختار الخيار الصحيح؟ هل تدخّلنا سيقوده لخيار أفضل؟ هل “أزّبطله” فتاة من الآن على مزاجي؟ هل أفرض سيطرتي وأكون الحماة “القوية”؟ أقول لا بل أضع الأمور بين يديّ الله ليختار له الأفضل، ويقوده نحو الأفضل. وبنفس الوقت أشعر بالراحة إن كان الولد سيختار كما اختار والده، كان خياره موفقًا :))

مقالات/فيديوهات مقترحة: 

كل الأمور تؤول للخير

كيف أتعامل مع هذا الكائن الصغير؟

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

ما هي قصة عيد الحب الفالنتاين"

ما هي قصة عيد الحب “الفالنتاين”؟

شخصان في قلب