هل يختفي الحبّ في زمن الحرب؟
أريد أن أشارككم خبرتي عن معنى الحب الحقيقي، الذي اختبرته مع زوجي، هذا الحب الذي أخذ شكلًا آخر، فلم تعد التضحية والصبر كافيين لاستمرار علاقتنا في مثل هذه الظروف الصعبة، بل تطلّب منّا إيمانًا وتصميمًا كبيرين على استمرار حبّنا.
سنوات عدَّة مرَّت على بدء الحرب، لا أعرف كيف مرَّت تلك الأيام، حتى أنني أحاول كثيراً أن لا أتذكّرها وذلك لما عانيناه من تهجير وضغط وتوتر وقلق وضيق مادي وحرب نفسية. لكن دوماً أحاول تَذكُّر الشيء الجميل في هذه الفترة، فنحن لم نكن نخشى الرصاص بقدر ما كنا نخشى موت الحب في داخلنا لأنه الوحيد القادر أن يزيل أرق الحرب في زمن صعب. وأتذكّر كيف حاولت مع زوجي الحفاظ على عائلتنا وعلاقتنا، فكانت كلمة حبيبي وحبيبتي هي التي نستخدمها لمناداة الآخر، والأهم من ذلك أننا كنا نتناوب على تهدئة وتشجيع بعضنا البعض ورفع معنوياتنا، وكان نوعًا غريبًا وجديدًا من ترجمة الحب، فكنت ألاحظ دوما أن أدوات ترجمة الحب في ظرف الحرب تختلف وتتنوع ولها طعم جميل كزهرة وسط الصخور تنبئ بخلاص وسلام.
الأمر الذي ساعدنا على استمرار علاقتنا هو الإيمان والاتكال على الرب لأنه مثال الحب الأكبر الذي يعطينا القوة والصبر، فقد كنا نتعاون مع أصدقائنا على مساعدة وزيارة الأشخاص المتضرّرين والمصابين والاهتمام بهم، ومناقشتهم بما يرفع من معنوياتهم ويعزز إيمانهم، بل بالأحرى إيماننا. وأكثر ما كان يشجّعنا تذكّر الأحداث التي نجونا منها من الخطر.
حقيقة الحب وجوهر السعادة لا يختلف في زمن السلم أو الحرب، بل فقط تتغير أدواته واحتياجاته، وطالما الحب موجود وصادق سيثبت حتى النهاية إن كان مبنياً على صخرة.
لكل ظرف وزمان أيقونة حب تتغير ألوانها لكن يبقى بهاؤها وعنوانها، فالحرب لا تستطيع قتل الحب، لكن الحب يستطيع ايقاف الحرب.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
أربعة أسرار للمحافظة على زواج قوي
قوة الحب اقوى مانملك واعظم وصية من الله كانت احبب الرب الهك واحبب قريبك كنفسك بالحب نصنع المعجزات نتغلب على الصعاب فنجعل من الدمار والخراب والاسى حالة حياة تنعش نفوس الناس وتقويهم لينهضوا للتحدي والبناء والاستمرارية مع الرب ومحبته لنا
شكرا لكم لتنويركم
الموضوع قيم لنعي الحب ونعيشه