يُدهشني هذا السؤال كثيرًا: ما الذي يجعلنا نستيقظ باكرًا في أيام دون أيام أخرى، وفي أوقات معينة دون أخرى، وفي ظروف دون أخرى؟ مع تغيير التوقيت الصيفي والشتوي أنشغل بموعد استيقاظي، وكذلك وقت السفر، ومع مواعيد التسليم النهائية…. ولكن ما يشغلني أكثر هو سرّ الاستيقاظ المبكّر لابني في يوم محدّد في الأسبوع وهو يوم الثلاثاء.

نعم إنها حصة الرياضة، والتي هي مجرد حصة واحدة في الأسبوع ينتظرها هو وزملاؤه بفارغ الصبر. وأكثر ما أزعجه في بداية العام أن بعض العطل جاءت يوم الثلاثاء. كنت أشعر بصرخة في أعماقه: “لا تقتربوا من يوم الثلاثاء”. نعم إنها الحصة الأولى أو الثانية من جدول الحصص، وهذا ما يجعل الحماس من بداية اليوم. لا نحتاج إلى منبّه في ذلك اليوم، ويمكن أن تسمع صوت الكرة منذ اللحظة الأولى من الاستيقاظ.

هذا الموقف وضعني أمام درس أتعلّمه وفكرة أطبّقها. الدرس الذي أتعلّمه هو أن ما نحبّه هو ما يحمّسنا، وما نستمتع به هو ما يجعل حياتنا غاية في المتعة، وهذا إنما يقودنا نحو الهدف والإنجاز. لذا أقول لنبحث عمّا يبعث الحماس في داخلنا ولنعمله، ولنعمله باستمرار دون أن “نقطع السلسلة”، فهذا الاستمرار يدفعنا للمزيد من الاستمرار. لا تجعل حياتك جافة بلا متعة ولا حماس. بل ابحث عن شغف قلبك وسر حماسك. قد يكون الرسم أو الكتابة أو العزف أو الغناء أو مجرد السير وسط المناظر الطبيعية أو التأمل بالنجوم……

أما الفكرة التي أطبّقها هي أن أستغلّ الأوقات التي يكون فيها الحماس عاليًا لمزيد من الحماس والإنتاج، فليكن الإفطار غنيًا أكثر (ويحتاج لوقت أكثر من الإفطار العادي)، ولنستذكر عبارات تشجيعية معًا في ذلك اليوم، ولنستمر بحماس أكثر ينتقل لبقية الأسبوع. وليكن يوم الثلاثاء هو المحفز لبقية الأيام.

وكل ثلاثاء وأنتم بخير، بحماس وشغف وانطلاق منذ بداية اليوم، وسلسلة مستمرة لا تنقطع.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

ابدأ مشروعك الآن

لا تقل “لا أستطيع” بل قل “سأحاول”

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أسلوب ذكي لمعاقبة الأبناء

أسلوب ذكي لمعاقبة الأبناء

خطورة العالم الافتراضي لأبناءنا