لا يزال طفلي البالغ من العمر 6 سنوات يبكي لأتفه الأسباب. كنت أتركه وأنتظر لينهي بكاءه حتى أعرف السبب الذي جعله يبكي….

لكن الصدمة كانت عندما جاء أحد الأقارب ليعالج هذه الحالة بقوله له: “لا تبكي…أنت رجل والرجال ما بيبكوا، البنت بس يلي بتبكي”. لم أُعِر أي اهتمام لهذه العبارة في البداية، لكن مع الأيام لاحظت أنه عندما ينزعج من موضوع يكبت دموعه وتتغيّر ملامح وجهه ويبدأ بالتعبير عن مشاعره بالضرب والشتائم، وعندما كنت أسأله عن سبب انزعاجه ولماذا يعبر بهذه الطريقة ولا يبكي؟!!! أجابني “أنا شب والشب لايبكي، لا أيريد أن يرى الآخرون دموعي ويضحكوا علي فأنا رجل مثل البابا وهو قوي ولا يبكي.”

قرّرت وزوجي أن نخرِجه من هذه الحالة التي يعيشها، وجلسنا نحدّثه عن عطية الدموع التي وهبنا إياها الله وميّزنا بها عن سائر المخلوقات، فهي شكل من أشكال التعبير عن المشاعر، وكيف أن يسوع بكى عندما حزن على فراق رفيقه لعازر، كما وأننا عندما كنّا في سنّه كنا نبكي أحياناً حينما نتعرض لموقف محرج أمام الأصدقاء أو عندما ننزعج من أمر معين فالدموع تحلّ محل الكلمات التي لا نستطيع إخراجها عندما نكون في حالة من التوتر.

وأحيانًا أقرأ له قصصًا عن معنى الرجولة الحقيقية التي تتميّز بالمشاعر الرقيقة والإحساس بالآخرين، فالرجل في النهاية إنسان يحتاج أن يعبّر عن نفسه ومشاعره وهمومه وأن بكاؤه ليس ضعفًا بل وسيلة للارتياح وهي دليل على أنه شخص طيب القلب إيمانه وقلبه كبيرين.

وأنه يستطيع البكاء عندما يتعرّض لموقف صعب، لكن المهم هو تحديد مشاعره والتحدّث عن سبب الحزن، فالبكاء يكون صحيحاً إذا ما رافقه الكلام وحسن التعبير عن مشاعره وترجمة الدموع إلى كلمات يعبّر فيها عما في داخله، ويحب أن يقول: أنا حزين لأنه…..

 ما أجمل أن نعيش طبيعيين، كما خلقنا الله، ونتعلّم من يسوع الرجولة الحقيقية الممتزجة بالحكمة.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

ماما أنا بعدني صغير؟!

مصروف طفلي

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

نصائح عائلية

نصائح عائلية عالماشي

طريقة سهلة لتشجيع أولادك على الكتابة