مللت جدًا من كثرة معاقبة أبنائي على أخطائهم، ولم أكن لأجد فائدة من العقاب، فقد قمت بتجريب وسائل عديدة ولم أنجح بها بسبب تسرّعي في اتخاذ الإجراءات. بدأت أقرأ وأبحث عن وسائل جديدة لعقاب الأبناء على أخطائهم، فوصلت في النهاية إلى أسلوب ذكي لمعاقبة الأبناء وهو: الاختيار بالعقوبة.
كانت هذه الطريقة ناجحة لأبعد الحدود وكأنها وُجدت لأبنائي، ولكن قبل استخدامها علينا مراعاة قاعدة مهمة في تعديل السلوك وهي أن لكل مرحلة عمرية معاناة خاصة في التأديب.فكلما كبر الطفل احتجنا لأساليب مختلفة في التعامل. وكذلك مراعاة التأكيد على إن كان الطفل يتصرّف بجهل أم إنه يتعمّد عند ارتكابه للخطأ، فمثلاً لو كان الطفل يجهل ما الخطأ الذي قام به فنكتفي بأن ننبّهه على الخطأ. أما لو كرّر الخطأ بعد التنبيه عندها يمكننا أن نؤدّبه بأساليب كثيرة مثل الحرمان أو الغضب من التصرّف دون أن يشعر الطفل بالإيذاء.
اقرأ أيضاً: كيف أعاقبه؟
الاختيار بالعقوبة
فكرة هذا الأسلوب هو أن نطلب منهم التفكير في عقوبة من أصل ثلاث عقوبات نقترحها عليهم، عندها سيشعرون أن العقاب على الخطأ لا مفرّ منه وعليهم اختيار إحداهم.
مثلاً: الحرمان من المصروف أو أخذ الهاتف منهم أو عدم زيارة صديق. حتى لو شعرنا بأن هذه العقوبات لا تشعرِنا بحجم المشكلة أو الخطأ، إلا أنه علينا أن نتذكّر أننا نؤدّب أطفالنا وليس تعذيبهم ليشعروا بالخطأ، وأن المطلوب هو تقويم السلوك والتوجيه وأن نراعي أن عقاب الأبناء يكون بمستوى الخطأ الذي ارتكبوه وليس بقدر غضبنا منهم. لأنهم بذلك سيكونون ضحّية توترنا وعصبيتنا من الحياة وعندها سنندم على تعجّلنا وعدم ضبط أعصابنا، وباستخدام أسلوب (الاختيار في العقوبة) يُسمَح للطفل بإنشاء حوار نفسي مع نفسه بأن ما قام به خطأ وعليه تحمّل نتيجة ما قام به وبهذا تكون المعركة بين الطفل والخطأ وليس بين الطفل والأهل، وعليه نكون قد حافظنا على رابط المحبة الوالدية واحترمنا شخصيته.
أنا عن نفسي نجحت في تلك الطريقة، وتحدّثت الكثير عنها ونجحت معهم وأحببت أن أشارككم بها.
اقرأ أيضاً: كيف أتعامل مع تصرّفات طفلي الاستفزازية؟
GIPHY App Key not set. Please check settings