لقد فقدَت أمي أبي وهي في الحادية والعشرين من عمرها، وبعد أن أنجبت 3 من الأبناء، وكنت أنا أصغرهم.
عاشت امي وحيدة خاصةً بعد أن اضطرّتها ظروف الحياة وقلّة الموارد أن ترسلنا لمدارس داخلية، وقد كان هذا لفائدتنا، فقد تعلّمنا فيها الكثير. لكن هذا جعلها وحيدة تعمل كل شيء بمفردها.
عندما كبرنا تفرّقنا؛ كل واحد إلى بلد مختلف وبعيد عن الآخر. وكانت تسافر من وقت لآخر، لكنها في النهاية تعود إلى بيتها وتعيش وحدها في تلك القرية الصغيرة.
لماذا بقيت أمي وحيدة ولم تتزوج؟ هذا سؤال سألته لها. إجابتها كانت: “من أجلكم!” وعندها سألت نفسي هل سيكون حالنا أنا وإخوتي أسوأ لو تزوّجت أمي مرة ثانية؟ الحقيقة أنها فعلت كل شيء من أجل إسعادنا، لكن ماذا عن سعادتها هي؟ هل بقاؤها وحيدة جلب لها السعادة؟
خسر صديقي زوجته الشابة بعد أن أنجبت له ولد وبنت. كان الأمر محزناً جداً. ولكنه عاد فتزوج مرةً أخرى من أرملة خسرت زوجها الشاب بعد أن انجبت له طفلة واحدة. الآن هما يعيشان معاً وقد أنجبا طفلة أخرى. الحقيقة أن حال صديقي وزوجته الآن معاً أفضل بكثير من أن يكون كل واحد وحده وحيداً. تركيبة تلك العائلة المتنوعة دائماً تثير الفضول عند كل من يتعرّف عليهم أول مرة، لكن التناغم والمحبة التي تجمعهم تفرح القلب.
ابنة زوجته من زوجها الأول سعيدة بوالدها الجديد والذي يرعاها ويعاملها كما لو كانت هي ابنته، وجوده في حياتها عوضها عن أبيها الذي أخذته الحياة منها، وبزوج أمها الجديد وجدت أباً من جديد. وانا اعلم انها تشكر الرب على ذلك.
أشكر الله لأن أمي لم تتزوّج، لكني أعتقد أني سأشكره أكثر لو تزوّجت من الشخص المناسب. فذلك الرجل المناسب هو من سيكون قد خفف وحدتها وأعانها وأعاننا كذلك على تحمّل مصاعب الحياة.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
Thank you for this beautiful blog, it did touch my heart. Now I know how my kids feel about me