أتذكر عيد الميلاد الذي انتقل فيه جدي من هذا العالم. كان هنالك الكثير من المشاعر والعديد من الأسئلة غير المُجابة، وبدا عالمنا كما لو أنه توقّف في مكانه، فيما تساءلنا كعائلة “ماذا الآن؟” ماذا يحدث عدا عن التقاليد والواجبات الخاصة بالحِداد وقبول التعازي؟ كيف نتقبل أن الضيوف قد غادروا والقهوة قد انتهت وبقينا نحن فقط، جالسين في غرفة المعيشة معاً؟ غير قادرين على استكمال الاستعدادات للاحتفال بالعيد إذ بدا وكأن ثقباً كبيراً بات في قلوبنا ولم يعد لحياتنا معنى .. لكننا لم نتمكن أيضاً من الجلوس بتعاسة في استذكار الرجل الذي ملأ كل حجرة وطئت قدماه فيها بالحياة والفرح.

وفي عيد الميلاد ذلك، تعلمت ما هي الأمور الهامة، لأن عائلتي اجتمعت معاً كما لم تفعل من قبل. أمضينا كل يوم معاً تقريباً، نحزن معاً ونحتفل بالذكريات معاً، وبدأنا بفهم أن عيد الميلاد يدور حول المحبة حقاً. في عيد الميلاد ذاك، قرر والداي أننا لن نشتري هدايا كبيرة الحجم أو ننفق الكثير من الأموال، بدلاً من ذلك، توجّب علينا صنع الهدايا بأيدينا أو نشتريها مُستَعمَلة. وهكذا فعلنا. رسمت أمي اسمي على مئزرٍ للمطبخ وصنعنا معاً لعبة من قماش لأخي الصغير. فيما صنعت أنا قسائم لأبي وكتبت عليها “تدليك مجاني للقدمين” و”سأعد لك كوباً من القهوة” ليطالبني بها متى شاء.

كان تقديرنا لتلك الهدايا أكبر بخمسين مرة من أي لعبة أو غرض رخيص اشتريناه في السنوات السابقة. تلك الهدايا عبّرت عن البساطة والجُهد والمحبة، وهي كل الأشياء التي تحتاجها لعيد الميلاد.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

خمسة أفكار لأفضل حفلة عيد ميلاد مجيد

خمس أفكار لهدايا عيد الميلاد المجيد للمراهقين

What do you think?

Written by amal

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

شكرًا لك يا أمي لأنك لم تتزوّجي!

كيف يمكننا مساعدة الآخرين من خلال تعزيل المنزل؟

كيف يمكننا مساعدة الآخرين من خلال تعزيل المنزل؟