القدوة أمرٌ مهمٌ في حياتنا وخاصة حياة الشباب والشابات في سنواتهم الأولى.
قصص النجاح تشكل مصدراً مهماُ لأبطال ننظر إليهم كقدوة لنا. وبذلك نعتبر أن سبب نجاحهم قد يشكل مثالاً لجيل كامل من الأطفال والصغار الذين يبحثون بدون كلل عن أشخاص يتمثلون بهم.
ومن الأمور التي نتوقعها من أبطالنا ومن نضعهم في موقع القدوة هي صفاتهم الحياتية وليس فقط نجاحهم في أمور فنية أو رياضية أو اجتماعية أو مالية أو سياسية وغيرها.
أحد أهم الصفات التي أبحث عنها في تحديد من أرغب ان يكونوا قدوة لي ولأولادي وأحفادي هي صفة التواضع. فقد تكون صفة التواضع صعبة لمن هم في قمة نجاحهم ولكنها صفة تفصل الإنسان الناجح من الإنسان الناجح الذي نرغب ان يكون قدوة لأولادنا.
فكرت في موضوع التواضع ونحن في موسم الأعياد وبخاصة ذكرى ميلاد المسيح. فكلنا نركض وراء شراء الهدايا والتحضير لحفلات ومناسبات عائلية وأحيانا ننسى تفاصيل ميلاد المسيح وحياتة التي تشكل جزءاً مهماً من الصفات التي علينا التمثل بها.
فتروي الأناجيل كيف كانت مريم العذراء وخطيبها يوسف النجار قد جاءوا من الناصرة الى بيت لحم راكبين على حمار وعند البحث عن مكان للنزول، لم يجدا سوى مغارة مخصصة للحيوانات حيث وضعت العذراء ابنها ويقول البشير لوقا عن تلك الحادثة: “قمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل“.
من الصعب ان يتقبل الانسان العادي قصة ولادة فادي البشرية بهذا التواضع والذي بقي معه كل حياته حيث نقرأ أنه صام في البرية أربعين يوما وكان يتنقل مع الناس العاديين، الأمرالذي لم يعجب أصدقائه وتلاميذه.
هدفي من ذكر تلك الأمور هو ضرورة أن نفكر في مبدأ التواضع وأهميته لنا في حياتنا وأهميته عندما نقيِّم الأبطال والأشخاص اللذين نتطلع بأن يشكلوا قدوة لنا.
عندما نتعامل مع الناس علينا ان نتذكرمن أين أتينا وإلى أين سنذهب ونبتعد عن الأمورالتي تعطي الانطباع (بصورة مباشرة أو غير مباشرة) أننا أفضل أو أحسن من اللآخرين.
طبعا الأمر يزداد في الأهمية لمن هم أصلا في مناصب عليا مدنية أو اجتماعية أو دينية. فهؤلاء الأشخاص محط انتباه وتدقيق من الناس ولذلك فإن المسؤولية أكبر بكثيرعليهم كي يقدموا نموذجاً إيجابياً ليس فقط في مجال نجاحهم لكن أيضا في تواضعهم.
ومن الضروري أن يكون التواضع صادقاً فمن الصعب خداع الناس بتواضع مزيف بل يجب أن يكون التواضع أصيلاً بعيداً عن التمثيل والتزييف.
عيد الميلاد مناسبة جميلة وقصة الميلاد قصة تواضع إلهية علينا التمثل بها في تصرفاتنا ومن هم في موقع القيادة حيث جاء أيضاً في إنجيل لوقا قول المسيح المهم:
“لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ”
عيد ميلاد سعيد وكل عام وأنتم بخير
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings