كتبت: جمانا

عنوان وموضوع استوقفني وقرأته عدّة مرات للتأكّد أن المقصود منه بالفعل هو ما كُتب!

عندما تعمّقت بالقراءة ووصلت لصُلب الموضوع، أدركت حقيقة هذا العنوان وصحّته، وأحببت أن أشارك بعضًا من نقاطه في مدوّنتي لهذا اليوم، لما شعرت فيها من أهمية وحقائق لا يمكن تجاهلها وإنكارها كوالدين وخصوصًا أن الكثيرين منّا نمارسها مع أبنائنا بكل نيه صافية دون علم منا بأننا نصنع منهم أطفالاَ مدللين عاجزين (من الناحية النفسية والاجتماعية والعلاقاتية).

اولًا/ مساعدة الآ خرين فيما يحسنون القيام به هي الخطوة الأولى على طريق العجز!!

وهذه قاعدة تنطبق على الأطفال والمراهقين والبالغين.

فعندما تساعد شخصًا في أمر يستطيع القيام به، فأنت تحرمه من ممارسة التجربة والمحاولة فيصبح عاجزًا على القيام به وحده ويصبح معتمدًا على الآخرين اعتمادًا كليًا.

فنحن كأهل في الكثير من المرّات نتحمّل كامل المسؤولية عن أبنائنا حتى في أبسط الأمور كحلّ الواجبات، وترتيب الغرف، واختيار الملابس والأكل، فلا نترك لهم المجال ليمارسوا دورهم وذكاءهم فيبدأون بتسليم المسؤولية للآخرين، وعدم تحمّل دورهم عن أنفسم، فبذلك تموت لديهم الدافعية والمبادرة فهم تعلّموا أن يتلّقوا الأوامر من الوالدين.

في كل مرة نحن كأهل نتكلّم بالنيابة عنهم وهم قادرون على التعبير عن أنفسهم، أو نطعمهم وهم قادرون أن يفعلوا هذا بأنفسهم، وفي كل مرة نأخذ عنهم القرارات وهم قادرون على التفكير وأخذ قرار واستنتاج الحلول  سوف نصنع منهم أشخاصًا عاجزين نفسيًا غير قادرين على التعامل مع متغيرات وتحدّيات الحياة.

أما النقطة الثانية التي استوقفتني هي موضوع الحماية الزائدة على الأبناء، والتي اكتشفت أن الكثيرين منا نمارسها على أبنائنا دون وعي منا أننا نفقِدهم قوّتهم ونجعل منهم أطفالاً ضعفاء لا يستطيعون مواجهة أمور الحياة المختلفة وحدهم، وأيضًا تحرمهم وتعيقهم من الإقدام على التجربة والتعلّم، وتدخِلهم في دائرة الخوف من كل جديد ورفض المغامرة والتغير، فينمو الطفل جسديًا وعقليًا ولا ينمو نفسيًا بشكل متزن.

أما النقطة الثالثة وهي لا تقلّ أهمية عن سابقاتها وهي الدلال الزائد  المبالغ فيه، والذي يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء وعاجزين عن تحقيق الغايات، ويزرع في داخلهم اتكالية على الآخرين في أبسط أمورهم. ببساطة لأننا كأهل وفي مرات كثيرة نظن أن علينا أن لا نحرمهم من شيء، ولا نريدهم أن يشعروا أنهم أقلّ من الآخرين (فوبيا الحرمان) التي قد يكون البعض قد عانى منها، فيسعى الآباء جاهدين لتحقيق كل طلبات أبنائهم مهما كان الثمن، وهذه الشخصية عاجزة نفسيًا وغير قادرة على مواجهة الواقع الحقيقي للحياة.

بوعي أم بغير وعي

بقصد أم بغير قصد

عملنا أخطاء كثيرة في التربية

ولكن سؤالي اليوم وبعد قراءة هذة العبارات المؤلمة

هل سنستمر في صنع أبناءاً مُدللين مُفسَدين؟

مقالات/فيديوهات مقترحة:

السلوكيات المزعجة للأطفال وطرق تفاديها

المراهقة: فترة قصيرة وأحداثها كبيرة

What do you think?

Written by jomana

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

لا تقل “لا أستطيع” بل قل “سأحاول”

صندوق الملل!!!