أكاديمية تدريب كرة القدم هذه هي المفضّلة لنا، اخترناها رغم بعد المسافة وصعوبة توقيتها حيث أيام التدريب هي خلال الأسبوع المدرسي وفي منطقة بعيدة عن منزلنا مع طريق مزدحم بالسيارات. فضّلناها عن غيرنا ليس فقط لأن المدرّبين فيها من البرازيل وهدفهم من المجيء للأردن هو رفع مستوى كرة القدم لدى الأطفال فقط بل لأن المسؤول فيها صاحب رؤية، ولديه شغف لا لكسب المال ولا للحصول على سمعة ولكن لرؤية شغفه لكرة القدم ينتقل إلى قلوب الأطفال. يضع القانون ولا يتساهل معه. يدفع الأطفال بحزم وتشجيع. والأهم من كل هذا أنه يهتم بالمواقف القلبية والسلوكيات وتطوير المهارات أكثر من مجرد الفوز والتفوق. فالرياضة له أخلاق أولاً.

وقد رأيت هذا ينعكس على ابني فبعد انتهاء التدريب وبدء مباراة ودّية بين الأطفال المتدرّبين، كان حارس المرمى هو الطفل الأصغر عمرًا. وفي هذه المرة كان والده ووالدته يشاهدون المباراة، وليس ذلك فقط بل الجدّة كذلك. كان على ابني أن يضرب ضربة الجزاء. ضرب الضربة وقام اللاعب الصغير بصد الكرة وفرح الأهل وصفّقت الجدّة. رأيت المدرّب وابني يضربان أخماسًا عالية. بالنسبة لي لم أفهم ما جرى، هل يحيي المدرّب ابني؟ لقد أضاع ضربة الجزاء! لست من مشجعي كرة القدم ولا المعجبين بها ولكنني أفهم قوانينها، نعم أضاع ضربة الجزاء، فلمَ الفرحة!

في طريق العودة، سألت ابني فقال لي: الحارس صغير، “مو معقول أسلخها! وبعدين أبوه وأمه موجودين بتفرجوا عليه!” نعم هذا المدرب زرع في قلوب الأطفال أن اللعب هو للمتعة ولتطوير المهارة وليس فقط للفوز.

شعرت بالارتياح فأنا أرى من حولي أشخاصًا في مناصب يحققون أهدافهم ويدوسون من حولهم في الطريق، و”يسلخون” الكرة بقوة على الجميع مهما يكن فالمهم أن تصل كرتهم إلى المرمى. وأشكر الله أن ما رأيته إشارة أن ابني لن ينضم إلى ركب هؤلاء الأشخاص.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

التحلي بالروح الرياضية

خسرنا المباراة

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

السلوكيات المزعجة للأطفال وطرق تفاديها

هل قول الأكاذيب بالفعل مشكلة كبيرة؟