أذكرُ ضحكاتنا معاً أنا وإخوتي الثلاثة، بينما كنا نقفزُ ونلعب على سرير أهلنا الكبير.  أعمارنا كانت صغيرة جداً تفصلُ بيننا سنةً ونصف السنة قبل أن تتبارك العائلة بإثنين آخرين.  ففي إحدى المرات بينما كنا نقفزُ ونقع على السرير معاً، لا أدري ماذا حصل!  ولكنَّ الوسادة اصبحت فوق وجهي!  وأذكرُ جيداً أنني بدأتُ أتضايق كثيراً مُحاولة التنفسَ ولكن بصعوبة كبيرة بسبب الوزن الثقيل، على ما يبدو أن إخوتي جالسون أو مُمَددّون عليها فقد كنا نلعبُ معاً!  ولكني وصلتُ إلى مرحلةٍ انقطع الهواء عني تماماً، ومهما حاولت أن أدفع الوسادة عن وجهي أو أن أتحرك لم أقدر أن أفعل شيئاً لألتقطَ النّفس، وهكذا احسسَتُ بالإختناق والموت.

في لحظهٍ واحدة توقف الزمن وانطبع ما حدث في ذاكرتي، واليوم وقد أصبحتْ ذكرى تظهرُ على السطح أحياناً كلما تأججت مشاعري.

كانَ للهِ القدير قصداً آخر لحياتي، في لحظةٍ أخيرة ارتفعت الوسادةُ فجأةً عن وجهي وملىء الهواءُ رئتيَّ من جديد!  لا أدري ماذا حدث!  ولكن الله ردَني لألعبَ مع إخوتي.

ولدتُ من جديد،

أعطاني إلهي حياةً جديدةً وفرصةً أخرى ثمينة، تعلمتُ فيها كيف أنَّ الحياةَ عزيزة وممكن جداً أن تكونَ قصيرة.  وكم تسائلتُ، ماذا لو انتهت حياتي وأنا طفلة بينما ألهو وألعب مع إخوتي بالدار؟

قد تأخذنا الحياة في طرقٍ مُختلفة وقد تجمعنا في مكان قريب، ولكن علاقة الدم التي تربطنا معاً علاقة ثمينة جداً علينا أن نجتهد لنحافظ عليها كما نحافظ على جوهرةٍ نادرة.

كيف تبني علاقة أخوية لتصبح صداقة أبدية؟

تعلمت مما حدث لي أن أحِبَّ وأقدر إخوتي واحترم رأيهم إيجابياً كان أم سلبياً!  أتفقنا أم لم نتفق!  لأنني وجدتُ أنَّ الأخَ يولدُ للشدةِ، وتأتي أوقاتٌ لم تكن في الحسبان أجدُ نفسي فيها محتاجة لأخي لكي يسندني، واختي لأفيض لها بكل مكنونات قلبي.

إن إختلفنا وتزاعلنا، أكونُ سريعةً في المسامحة والمصالحة وأظهرُ المحبة.  ومهما كبرت العائلةُ بالنسايب والكناين والأصهار، وملىء الأولادُ والبناتُ كل مكان في دار الأجداد، تمسكتُ بمحبتي ومَحضرَي بالخيِّر وبالمشاركة والمساعدة.

ليتك تستخدم عينيك وقلبك فترى وتحب وتشجع، وانسى لسانَ الإنتقاد والتعيير ولا تجعل له مكان.  وإياك التفرقة والغيرة، فهي تُشعلُ النار.  املىء المكان بالفرح والبهجة والضحكات لأن العمر مهما طال تحتاج فيه لكي تحيا إلى إخوة وأخوات.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

السلوكيات المزعجة للأطفال وطرق تفاديها

طفلي يغار

What do you think?

Written by rita

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال

نشاطات داخلية للاستمتاع بيوم ماطر