أستمتع عندما أرى طفلاً صغيرًا من معارفنا بأن أقول له: “تعال أحكيلك قصة حلوة”. منهم مَن تعجبه الفكرة ومنهم مَن يخجل و….. ردود الأفعال المتنوّعة هذه تزيد من متعتي، فما أراه يجعلني أفهم شخصيات الأطفال أكثر. من أمتع المرات التي سردت فيها قصّة لطفل كانت قصة حقيقية بدأت من قصة حبّ بين أبيه وأمّه وزواجهما ثم حمل الأم وإنجابه… استمتع الطفل بهذه القصة أكثر من كل القصص السابقة التي سردتها للأطفال. كانت بعض القصص من اختراعي ووليدة اللحظة، وأخرى كانت معروفة، البعض بالحركات وأخرى تم إضافة الألحان لها. أما هذه القصة فكانت مميّزة، فهي من واقع حياته، وهي قصة حقيقية، رأيت ابتسامة واسعة على شفتيه، ولم أجد أنه شعر بالملل.
هذا ما يشعر به ابني عندما أسرد له قصصًا عن طفولته، ويستمتع أكثر عندما يسمع بعض من تلك الذكريات من جدّته أو خالته. يضحك عندما يسمع عن المرة التي أصرّ فيها الجلوس على كرسي بلاستيكي بالمقلوب، وعندما لبس الكنزة الشتوية الجديدة في عز الحرّ، وعندما رفض أكل الخضار بمحاولة خالته إطعامه من خلال وضع بعض السيريلاك الحلو في مقدّمة المعلقة، وعندما اختبأ من سانتكلوز خلف الكنبة، وعندما كان يقرأ الجريدة وهو في الحمّام….. في بعض الأحيان كنت أستخدم تلك القصص وأضيف لها عبرة أو درسًا يتعلّمه.
رأيت متعة أحد أصدقائه وقريبه بنفس الوقت وأنا أقول له بعض الأحداث التي جرت في طفولته، فرح كثيرًا وضحك بنفس الوقت، وقال لي إن أمه لا تتذكّر الكثير من طفولته، نعم فهو الابن الثالث، فلا بد أن الأمهات يفقدن البعض من ذاكرتهن مع كل ولادة. نعم فأنا مثلاً الطفلة الخامسة في عائلتي وتكاد أمي لا تتذكّر أي شيء من طفولتي لدرجة أنني اعتقدت أنني طفلة متبنّاة، على سبيل المزاح :).
جميلة تلك الذكريات، وجميلة تلك القصص التي يكون أبناؤنا فيها هم الأبطال، فلنسردها لهم ولنضحك معهم ولنتعلّم منها ونستغلّها فرصة لنعلّمهم دروسًا وعبرًا، ولنسطرها ذكريات لهم. أستمتع بهذه المدوّنة التي ستبقى إرثًا أهديه لابني عندما يكبر.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
رسالة إلى ذاتي في سن الثانية عشر
GIPHY App Key not set. Please check settings