كانت أمي دائمًا تروي قصصها معنا عندما كنا صغاراً، ولا أنسى قصّتها عني وكيف كنت أختفي في خزانتها لأعبث بثيابها وبأدوات التجميل الخاصة بها.
وكأن الزمن يعيد نفسه، تذكّرت هذه القصة عندما بحثت عن طفلتي في المنزل ولم أجدها وإذ بها مختبئة في خزانتي، وعلى باب الخزانة أطلقت العنان لمخيلتها لترسم وترسم، ولكن ليس بالقلم بل بأحمر الشفاه الخاص بي!! للوهلة الأولى أحسست وكأن النار تشتعل برأسي، لكني عندما رأيتها تجلس بهدوء منتظرة ردة فعلي وهي مبتسمة، ما كان علي إلا أن ابتسم لها وأضحك معها، فأشارت لي بيدها أنها ستتابع “الإبداع”، لكني سارعت بحملها وأنا أقول لها: ما رأيك أن نرسم على السبورة في غرفتك؟!!
إنني متأكّدة أن مثل هذا الموقف يحدث في كل بيت، لأن الرسم بالنسبة للطفل هو وسيلة من وسائل التواصل وهو الطريقة الوحيدة للتعبير عن مشاعره وانفعالاته، فهو لا يستطيع أن يتكلّم، لذا علينا التعامل معه بحكمة وهدوء. مثلاً:
– من الضروري تشجيع ودعم الطفل في تعبيره الفني عن مشاعره.
– تحفيزه على التعبير لفظياً عن مشاعره وأحاسيسه.
– تقدير رسومات الطفل إشعاره بقيمته والثناء والإطراء على عمله الفني .
– عدم الاستهزاء أو الضحك، أو الضغط على الطفل لتكون رسوماته قريبة أو مشابهة للواقع مما يسبب له الإحباط.
– تعليق رسوماته على الحائط أو حفظها في مجلد ليشعر الطفل بالفخر والثقة بنفسه.
– وفي حال رسم على الحائط أو على أثاث المنزل نطلب منه تنظيف ما قد رسمه وبهذا نعلّمه النظافة.
شخابيط أطفالنا مدخلنا إلى شخصيتهم، ولها دور مهم في معرفة نفسيتهم، لذلك تركت لأطفالي كامل حريتهم بالتصرف بجدران غرفتهم، بداية بحرية الـ “شخبطة”، وانتهاء بوضع ما لذّ لهم وطاب من ملصقاتهم الطفولية ذات الألوان الزاهية. كنت أخصِّصُ لهم ساعة يومياً أفرش لهم فيها على الأرض قطعاً كبير من الورق أو الكرتون، وأتركهم يخربشون ويلونون، وكثيراً ما كانوا يتركون أصابعهم الصغيرة تغرق في الألوان ليرسموا بها، كم كانت فرحتهم غامرة وهم يتحرّرون من الروتين لتكون لهم حرية تلطيخ أياديهم وملابسهم بالألوان!
مقالات/فيديوهات مقترحة:
كيف تبني بيتاً من المكعبات… وأكثر!
كيف نتعامل مع السلوك السيئ لأطفالنا في الأماكن العامة
تصرف السيدة لارا ينم عن ثقافة ووعي فلنشارك اطفالنا حياتهم ونسر بما يسرهم ونشجعهم وكل اذى تتم معالجته الاهم هو نمو اطفالنا في جو مريح سعيد ومنظم كم هي جميلة الصورة التي نقلتها لناعندما رأت طفلتهافي الخزانةوقلم الحمرة بيدها ترسم به انها الحياة
الحياة حلوة مع الاطفال متى فهمناها
شكرا لك لارا شكرا لمنبركم الكريم والراقي ”حياة عيلتنا”