مع بدء العام الدراسي، دبّ الحماس مع ابني لعمل مشروع خاص بمادة العلوم، لم يتم تغطية سوى بضعة صفحات من المادة، لكن يبدو أن معلّمة المادة من النوع الملهِم والمشجّع مما شجّع ابني لعمل مسابقة خاصة لتلك المادة.
بدأ العمل بالتفكير بالموضوع وهدف المسابقة وكيفية إجرائها، وعندما أراد البدء بالتطبيق كان عليه الاطلاع على بعض مقاطع اليوتيوب التي تشرح تقنية وآلة العمل. استغرق الأمر عدّة ساعات منه، ولكنه كان في غاية الاستمتاع. أدهشني عدد الساعات التي قضاها وأدهشتني المتعة التي كان يشعر بها. سألته فأجابني: “أنا مبسوط ومتسلّي.” إنه من النوع الذي يحبّ البحث ويستمتع بتعلّم ما هو جديد.
كان يدعوني بين الحين والآخر راغبًا في سماع بعض المديح. بالفعل ما عمله كان مميزًا وجميلاً. كان الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة وقتًا هادئًا ولطيفًا، ولكنه في بعض اللحظات كان يشعر بالتوتر. حاولت معرفة السبب فلاحظت أن هناك خطوة قد كرّرها عدّة مرات، ولكنها لم تنفع. كانت تلك الخطوة معقدة نوعًا ما وتحتاج لبعض الجهد من التحليل والتنظيم. ويبدو أنه كان يقفز على الفور نحو التنفيذ.
تدخّلت لمساعدته واعتبرتها فرصة تعلّمية.
قلت له قصة الحطّاب، ذلك الحطّاب الذي أراد أن يقطع أكوام الخشب التي أمامه في أسرع وقت ممكن. ولكي يقوم بذلك كان عليه أن يصرف بعض الوقت في شحذ الفاس لكي يتمكّن من التقطيع بسرعة وبجهد أقل. ولكنه لم يرد أن يضيّع وقته في شحذ الفأس، وأراد استغلال الوقت في تقطيع الخشب. لم يدرك ان بعض الوقت في شحذ الفأس سيوفر عليه الكثير من الوقت في تقطيع الخشب. أمسكت الورقة وقلت لابني: هيا نعمل مخططًا للخطوات اللازمة لعمل الجزء الصعب من المشروع. صرفنا بعض الوقت في الكتابة والتخطيط، وثم بدأ بالتنفيذ حسب ما هو مكتوب في الورقة. انتهى العمل وتأكّد أن الخطوات صحيحة، نظر إلي وقال: شكرًا ماما. أما أنا فأقول له: شكرًا للتخطيط الذي يسهّل حياتنا ويجعلنا ننجز بطريقة أفضل.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
GIPHY App Key not set. Please check settings