كان العناد من أكثر الصفات المزعجة في أبنائي، والتي كنت لفترة أعتقد بأنني فقدت السيطرة التامة عليهم بسبب عنادهم وإصرارهم على الشيء. ولأنني كنت أنزعج من تكرار الطلب والإصرار عليه، كنت ألبّي لهم حاجاتهم التي يعاندون لأجلها حتى يكفّوا عن الإزعاج والطلب. ولكن مع الأيام اكتشفت أن أبنائي يزدادون بالعناد، وبدأت أفقد السيطرة عليهم تدريجيًا. ولهذه الأسباب قرّرت تغيير أسلوب تربيتي وتعاملي معهم بعد أن فقدت كل أنواع السيطرة، ولكن تدريجيًا عادت الأمور تقريبًا كما أشاء.
من أهم ميّزات الطفل العنيد أنه يحبّ السيطرة على قراراته وهذا دافعه الأول، فكلما أعطيته الإحساس بأنه مسيطر وأن القرار الذي اتخذتموه قد نبع منه ستنجح بالتعامل معه. كما يحبّ الطفل العنيد أن يقول رأيه ويتمنّى الآخرون أن ينتبهوا له ولا يتجاهلوه، وهو يحبّ الحرية والانطلاق ويعشق الاكتشاف.
للعناد أسباب كثيرة، فأحيانا يكون ما وراء سلوك الطفل بالعناد هو شيء بسيط مثلاً جائع أو متعب، وأحيانًا أخرى فقط للفت الانتباه له.
تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته العناد تعلّمه سلوك العناد بل وتدعمه، ويصبح بذلك أحد الأساليب التي تمكّنه من تحقيق أغراضه ورغباته. كما أن انتقاد الطفل وليس انتقاد التصرّف الخطأ يحفّز من عناد الطفل وإصراره عليه. وعندما يستمر الطفل في العناد وأنت تستمر في نقاش عناده فإنه لا يرى فيك إلا شفتين تتحرّكان ولا يسمع منك إلا الهراء، ويعتقد أنك لا تفهمه وأنك لا تقدّر مشاعره فيزداد عنادًا. الرفض والعتاب والتوبيخ على كلّ صغيرة وكبيرة تدفع الطفل إلى العناد. تعامل معهم بالنقاش والمحاورة والمشاركة خصوصًا عندما يدفعونك لفعل العكس.
كما علينا أن نحلّل سبب منعنا من أشياء ورفضنا لها وإلا سيزداد بالعناد، كما علينا أن نساعد الطفل على التعامل مع العناد بدل عقابه عليه. وإن التركيز على السلوك الإيجابي والمكافأة له حافز كبير للتخفيف من حدّة العناد.
لا تجيب على سؤاله بسؤال. اعتذري لطفلك عن أي خطأ يصدر منك عندها سيشعر بأنه لا مانع من أن يعتذر وذلك يحدّ من صفات العناد.
طرق التعامل مع الطفل العنيد
1. الاستماع له بشكل جيد لان تجاهله يزيده عنادا.
2. مناقشة الطفل العنيد لأنه بالعادة يكون هادئا خصوصا عند بدء المناقشة على انفراد.
3. تكرار المدح امام الاخرين حتى يشعر بالفخر وسيحاول ضبط تصرفاته.
4. التعامل معه بالطريقة بين اللين والشدة على مبدأ خذ واعط.
5. تعليم الطفل العنيد ان كثرة الالحاح والطلب قد تؤدي لنتائج غير مرضية.
6. عدم المجادلة بعنف او بحدة امام الطفل العنيد مع أي كان.
7. عدم انتقاده ولكن انتقاد التصرف الخاطئ.
8. الطفل العنيد لا يتجاوب معك بالعناد فلا تتعامل معه بالمثل.
الطفل العنيد مثله مثل باقي الأطفال، العناد ليس بمرض او مشكلة انه اقرب الى وضع طفل طبيعي يحاول الوصول الى ما يريد عن طريق استخدام عناده، وعلينا نحن توجيهه الى استخدام وسائل أخرى غير العناد للحصول على ما يريد اذا كانت ضمن المعقول.
مقالات/فيديوهات مقترحة:
العناد متعب وضاغط للاهل ويقوى عند الرضوخ اليه تماما كما في المنشور وكم يكون متعبا الامر عندما نريد ان نلبسه ما يناسب الجو او يرفض الخروج للدوام ولا يتجاوب معنا باكله او لبسه ””’ هنا ضبط النفس ضروري لان الغضب يزعج الاهل وهو في استغراب من حالهم شكرا للسيدة رولا مقال هام وتربوي لمزيد من تسليط الضوء على العائلة والسلوكيات بين افرادها