مع بدء أيام الدراسة  كان أبنائى في حالة من اختلاط المشاعر ما بين الخوف من ترك البيت والذهاب إلى مكان بدوني، وبين الرغبة في تجربة جديدة فيها مغامرات، خصوصًا عندما سمعوا من أطفال الأقارب الذين يذهبون إلى المدرسة وهم يتحدّثون عن مدرستهم وألعابهم واصدقائهم. ومع ذلك فكان للخوف النصيب الأكبر من تفكير ابنائي.

عملت كثيرًا على إخفاء مشاعر الخوف؛ الخوف لديهم وبناء المحبة بينهم وبين مدرستهم. وعليه أودّ أن أشارككم ببعض النصائح التي اتبّعتها معهم والتي تكلّلت بالنجاح معهم في أول أيام المدرسة. قد يحتاج ذلك بعض الوقت، قد يكون أيامًا أو أسابيع وذلك حسب تعامل الأهل مع الموضوع، وحسب قدرة استيعاب الطفل لفكرة ترك البيت لساعات بدون أهلهم وفي مكان جديد وعالم جديد مليء بأطفال ومعلّمون جدد.

1. على الوالدين أن لا يخيفا الطفل بالمدرسة بالتلفظ ببعض العبارات عن العالم الجديد. وعليهم عدم التحدّث عن أشياء قد تحصل معه قد لا يحبّها مما يقلّل من تشجيعه وقبوله للمدرسة. كما عليهم طمأنة الطفل وتشجيعه بأن ذهابه إلى المدرسة لا يعني التخلّص منه، بل لأنهم يحبّونه ويريدونه أن يصبح كبيرًا ويحقّق ما لديه من أحلام عن طريق التعلّم.

2. المحاولة، بقدر الإمكان، ربط المدرسة بأشياء محبّبه للطفل مثل شراء الهدايا والألعاب، ليجدها بانتظاره في البيت بعد عودته من المدرسة.

3. البعد كل البعد عن التهديد بالضرب أو حتى التوبيخ أو العقاب في حال رفض ذهابه للمدرسة.

4. من المهم جدًا أن تقوم الأسرة بترتيب جدول الاستيقاظ لدى الطفل بأسبوع على الأقل قبل المدرسة كأن يتم إيقاظه تدريجيًا بعد أخذه قسطًا كافيًا من النوم والراحة حتى يكون مستعدًا ليوم جديد. قبل النوم قبّل طفلك واحضنه واهمس في أذنه أنك تحبّه وأنك فخور به، فهو يكبر ويتعلّم وسيكون كما يتمنى أن يكون عندما يكبر لأنه يذهب إلى المدرسة، اجعل هذا آخر ما يراه ويسمعه منك قبل نومه، فهذا سيعزّز تشجيعه للذهاب في الصباح إلى المدرسة.

5. التعاون مع المدرسة بحيث يكون اليوم الأول للمستجدّين ساعات أقل يتخلّله نشاطات ممتعه أو رياضية أو قصص وغيرها. قم ببناء علاقة صداقة بين المعلّمة والأهل ليشعر الطفل من خلالها بالأمان وأنه بدون والديه وبعيدًا عن منزله لا يزال يشعر بالأمان والحبّ أيضًا.

6. تحدّث مع الطفل عن يومه في المدرسة ولا تملّ من سماع كل كبيرة وصغيرة منه لأنها تعني الكثير له، ودعه يتحدّث حتى يشعر بأنك مهتم به حتى وهو خارج المنزل وحده. لا تدع الطفل يعاني وحده من وضعه بالمدرسة سواء أحبّها أم لا، واسأله ماذا ومَن أزعجه وما أفرحه، وفكّر معه في حلول إذا وجدت أنه يبحث عنها.

7. تجاهل التصرّفات والمخالفات البسيطة التي قد يقوم بها الطفل في المدرسة ونبّهه بطريقة غير مباشرة، ووفّر النقاش الجادّ معه للمخالفات التي تستحق الاهتمام.

قد تكون استجابة الطفل للمدرسة والبيئة الجديدة أسرع مما نتوقّع، وقد تأخذ من الوقت أكثر مما نعتقد فعلينا أن نتحلّى بالصبر، وأن نستمر في تشجيع الطفل وجعل المدرسة مكانًا محببًا للطفل يقضي فيها ساعات ويعود لبيته وأسرته ليكمل اليوم معهم.

مقالات/فيديوهات مقترحة:

لا أريد الذهاب إلى المدرسة

تشجيع الطفل على التكيف مع أجواء المدرسة

What do you think?

Written by Rawan

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

ما الذي تريد المراهقات من والديهن أن يعرفا

العودة إلى المدرسة